علقت صحيفة "واشنطن بوست" على زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري إلى
مصر يوم أمس الأحد، حيث قالت إنها تعكس توترا بشأن قضايا
حقوق الإنسان، التي استحوذت على الحوار الذي استمر ليوم واحد، والذي يعقد لأول مرة بين البلدين منذ عام 2009.
ويشير التقرير إلى أن كيري كان قد تحدث في مؤتمر صحافي، مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، حيث طالب الحكومة المصرية بالموازنة بين حملتها ضد القوى المتشددة، وبين القوانين التي فرضتها على حرية التعبير، وطالبها بتخفيف القيود التي فرضت على الإعلام والمنظمات الخيرية وحرية التجمع.
وتنقل الصحيفة عن كيري قوله: "من المهم التفريق بين من يستخدمون العنف لتحقيق أهدافهم، وبين من يحاولون المشاركة في النقاش السياسي، حتى لو كان ما يقولونه لا يعجب الناس".
ويجد التقرير أن تعليقات كيري تعكس توترا بين البلدين حول قضايا تتعلق بحرية التعبير، خاصة أن الولايات المتحدة توقفت عن التعاون مع مصر في العديد من المجالات، بعد قيام الجيش المصري بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وبعد بدء حملة قمع وملاحقة ضد جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسات المجتمع المدني.
وتبين الصحيفة أن الحكومة الأمريكية تشعر في الوقت ذاته بالقلق من الهجمات التي ينفذها فرع
تنظيم الدولة في العراق وسوريا، في شبه جزيرة سيناء، وهي المنطقة العازلة والمهمة بين مصر وإسرائيل.
ويلفت التقرير إلى أن الكثير من المصريين المطلعين على الوضع في سيناء يقولون إن الضغوط التي تمارسها الحكومة على الصحافيين للتقليل من النكسات، التي يتعرض لها الجيش، تخفي الكثير من الوقائع، مشيرا إلى أن الصحف المصرية تنشر يوميا انتصارات للجيش المصري ضد تنظيم ولاية سيناء. ويقولون إن الجيش والشرطة يتعرضان لهجمات منتظمة أكثر مما تعترف الحكومة بوقوعها.
وتقول الصحيفة إن تدهور الأوضاع في سيناء، دفع بالولايات المتحدة لاستئناف العلاقات مع الجيش المصري، وإرسال الدعم الذي علق بعد انقلاب عام 2013، والمشاركة في الحوار الاستراتيجي مرة أخرى.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه من أجل تأكيد التزام الولايات المتحدة بدعم مصر، فإنه تم تسليمها ثماني مقاتلات "إف-16" قبل يوم من زيارة كيري، الذي تحدث عن عودة العلاقات المصرية الأمريكية في المجال الاقتصادي والعسكري بشكل يساعد مصر على محاربة الإرهاب.
وتذكر الصحيفة أن كيري تعهد بمساعدة مصر على تحصين حدودها، خاصة مع ليبيا، التي يخترق تنظيم الدولة مصر من خلالها، وتعهد بمشاركة الولايات المتحدة بمناورات عسكرية مع مصر، مثل مناورة النجم الساطع، التي تم تعليقها أثناء الثورة المصرية عام 2011.
ويورد التقرير أن كيري تحدث عن قضايا لا تزال محلا للتوتر بين البلدين. وأخبر الصحافيين عن العلاقة بين قضايا حقوق الإنسان والأمن، مشيرا إلى أن القمع الذي تمارسه الدولة، يدفع المدنيين إلى صفوف المتشددين. ودعا الحكومة المصرية إلى إصلاح الشرطة، وحماية المنظمات غير الحكومية، ومنح الإعلام الحرية، وتأمين حقوق الإنسان.
وترى الصحيفة أن الحكومة المصرية لديها رأي آخر، فلا تزال تعتقل أكثر من 40 ألف شخص، اعتقلتهم خلال العامين اللذين سيطر فيهما الجيش على السلطة، مبينة أنه من بين المعتقلين ناشطون علمانيون ومدافعون عن الديمقراطية، بالإضافة إلى وجود صحافيين. وآخرون تتهمهم الدولة بالعلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وينوه التقرير إلى أن شكري نفى أن يكون هناك صحافيون معتقلون بسبب عملهم الصحافي، مؤكدا أن اعتقالهم تم لتعاونهم مع الإرهابيين.
وتشير الصحيفة إلى أن محكمة مصرية قررت تأجيل النطق بالحكم الصادر على صحافيي "الجزيرة" الثلاثة، الذين اعتقلوا عام 2013، والمتهمين بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين. ورفض شكري مظاهر القلق حول سجن المتظاهرين، قائلا إن اعتقالهم جاء لحماية الأمن القومي.
ويكشف التقرير أن عددا من نواب الكونغرس والأكاديميين، والمدافعين عن حقوق الإنسان قد كتبوا لكيري رسالة قبل سفره إلى مصر، ودعوه إلى فتح موضوع القمع الذي تمارسه الحكومة المصرية ضد الناشطين السياسيين.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى تأكيد كيري أنه بحث الموضوع مرارا مع نظيره المصري، موضحا أن مصر تواجه "تحديا يجعل من الصعوبة بمكان الاختيار بين حماية الحقوق أو الدفع باتجاه محاربة الإرهاب". وعبر كيري عن تعاطفه مع الحكومة المصرية التي تقاتل تنظيم الدولة.