تعيش مدن وبلدات واقعة جنوبي العاصمة السورية دمشق، مرحلة يسودها التوتر والنزاع الداخلي، بين
الفصائل العسكرية التي تتمركز بداخلها، إلى جانب هدنتين في جانبي المنطقة، الأولى منها في بلدات "يلدا، ببيلا، إضافة إلى بيت سحم"، أما الهدنة الثانية فهي في منطقة حي القدم".
يفصل بين هاتين المنطقتين "القسم الساخن"، أو ما بات يعرف بـ "أرض الخلافة"، وهم القسم المسيطر عليه تنظيم "الدولة"، وجبهة
النصرة" في كلاً من أحياء "التضامن، مخيم اليرموك، والحجر الأسود"، فمنذ العام السابق، وهذه المنطقة تشهد مناوشات بين تنظيم "الدولة"، وما بين "جيش الإسلام، وأجناد
الشام" التابعين للمعارضة السورية المسلحة.
وأدت هذه المواجهات بحسب ما أكده الناشط الإعلامي في المنطقة سيف الدمشقي، إلى انحسار تنظيم الدولة وتراجعه نحو منطقة "الحجر الأسود"، ولكن مع توالي أشهر
النزاعات والاقتتال الداخلي، تحول النزاع إلى طابع جديد، ودخول تشكيلات عسكرية جديدة إلى ساحة الصراعات، ليبدأ القتال والمواجهات ما بين "جبهة النصرة"، وكلاً من التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة السورية ومنها "شام الرسول، وجيش الأبابيل".
ولم تقف حالات المواجهات العسكرية والاصطدام المباشر عند هذا الحد، ليأخذ التطور هلام جديد، ويتخندق من خلالها تنظيم "الدولة" وجبهة "النصرة في خندق واحد، ضد تشكيلات "أكناف بيت المقدس، شام الرسول، جيش الأبابيل، وجيش الإسلام" من جهة أخرى، مما أدى إلى فرز المنطقة وتصبح "أرض كفر وأرض خلافة"، كما يطلق عليها عناصر جبهة النصرة وتنظيم الدولة، أو كما تطلق عليه كتائب المعارضة بـ "أرض الغلاة والخوارج".
وأكد الدمشقي، لــ"
عربي21"، خلال اتصال خاص معه، أن حكاية المعابر بدأت في المناطق المجزئة، والتي أدت إلى تواجد ثلاثة معابر فيها وهي، المعبر الأول، وهو معبر "القداد"، ويفصل ما بين قوات الجيش السوري الحر وقوات النظام السوري والملشيات الموالية له، والمعبر الثاني، هو معبر حي "القدم"، وهو مشابه لحال معبر "القداد".
أما المعبر الثالث وهو وليد المواجهات والتكتلات الأخيرة، التي شهدتها مدن وبلدات جنوب العاصمة السورية-دمشق، وهو معبر داخلي يطلق عليه معبر بلدة "يلدا"، يفصل بين مناطق تمركز الكتائب المتنأحرة، أو كما يقال عنه من قبل أهالي المنطقة حاجز "يلدا" الفاصل بين جيش الخلافة والجيش الحر، وهو معبر أقامه الجيش السوري الحر، ليصبح هنالك ثلاثة معابر وانقسام مناطقي، رغم أنه يمكنك التجوال في المنطقة بأكملها خلال مدة لا تزيد عن عشرة دقائق.
واللافت في الجنوب الدمشقي، هو المعبر الثالث، معبر بلدة "يلدا"، الذي يفصل ما بين "مخيم اليرموك" وباقي المناطق، والذي أوجدته المعارضة السورية المسلحة بهدف محاصرة تنظيم "الدولة"، وجبهة النصرة، فأصبح هذا المعبر كغيره من المعابر يفتش عليه المدنيين، ويمنع تارة أخرى إدخال المواد الغذائية، كما أنه يغلق أبوابه العسكرية حوالي الساعة السابعة مساء، وفي كل يوم "جمعة" غالبا يكون مغلق تماما- بحسب ذات المصدر.
لكن ما يثير استفزاز التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة السورية المسلحة جنوبي دمشق، هو أنه رغم إغلاقها للمنطقة ووضع الحواجز، إلا أن تنظيم الدولة ما زال بمقدوره القيام بأي أعمال أمنية داخل بلدة "يلدا"، وتكون ردة فعل كتائب الجيش الحر دائماً تصب في معاقبة مدنيي مخيم اليرموك، وإغلاق الحاجز ومنع دخول المواد الغذائية، ممارسات أوصلت البعض من أبناء المنطقة لتشبيه هذه القوات بقوات النظام السوري، فأصبح هذا المعبر هاجس لدى الأهالي ومحل حديثهم اليومي.
وأصدرت حركة "أحرار الشام" الإسلامية بدورها بيان رسمي رفضت من خلاله التوقيع على البيان الذي أصدرته المعارضة السورية المسلحة بهدف إغلاق المعبر، وأكدت الحركة في بيانها "رفضنا التوقيع على البيان الصادر عن مجلس شورى البلدات الثلاث "يلدا، ببيلا، بيت سحم"، والذي نص على إغلاق الطريق ببيت الحجر الأسود ومخيم اليرموك وبين البلدات الثلاث، موضحة بأن هذا القرار سيؤدي إلى التضييق الكبير على المدنيين وإعاقة حركتهم".