أدى مقتل طفل
فلسطيني رضيع حرقا على أيدي مستوطنين متطرفين، إلى حدوث ردود فعل غاضبة في بعض الدول العربية، إذ خرجت مسيرات منددة في كل من الأردن ومصر، كما حدثت اشتباكات في كل من رام الله والقدس المحتلة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
يشار إلى أن الرضيع الفلسطيني دوابشة لقي مصرعه، فجر الجمعة، وأصيب والداه وشقيقه بجروح، إثر حرق منزلهم من قبل مستوطنين يهود متطرفين، ببلدة دوما، جنوب شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود عيان.
وسبق أن اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي، باحات المسجد
الأقصى الأحد الماضي، وخلفوا وراءهم دمارًا كبيرًا، وأصيب 17 فلسطينيا، وذلك تزامنًا مع ذكرى "خراب الهيكل الثاني" في 70 ميلادية، حيث يزعم الإسرائيليون "أن المسجد الأقصى أقيم على أنقاض الهيكل"، ويدعون لإعادة بنائه من جديد.
اشتباكات في القدس
اشتبك عشرات الشبان الفلسطينيين، عصر الجمعة، مع قوات الشرطة الإسرائيلية في حي العيساوية في
القدس، دون تسجيل وقوع إصابات.
وقالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية ، في تصريح مكتوب: "في حي العيساوية في القدس، قام عشرات من الشبان الملثمين برشق الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه قوات من الشرطة وحرس الحدود هناك".
وأضافت المتحدثة "قامت القوات بدفعهم لداخل عمق الحي، بواسطة استخدامها لمركبة خراطيم المياه ورشها من دون تسجيل إصابات بشرية ".
وقال شهود عيان إن مواجهات مشابهة وقعت على مقربة من حاجز قلنديا العسكري، شمالي القدس.
وأصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي، وعشرات آخرين بالرصاص المطاطي، وبحالات اختناق، خلال مواجهات متفرقة، اندلعت اليوم الجمعة، في الضفة الغربية، عقب مقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة إثر تعرض منزله للحرق، من قبل مستوطنين يهود، ببلدة دوما قرب نابلس شمالي الضفة الغربية.
وقال شهود عيان، إن مواطنا أصيب بالرصاص الحي في القدم، خلال مواجهات اندلعت بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرة فلسطينية خرجت منددة بقتل الطفل علي دوابشة.
وأضاف الشهود أن الجيش الإسرائيلي أطلق أعيرة نارية ورصاصا مطاطيا وقنابل غاز لتفريق المتظاهرين الغاضبين، ما أدى إلى إصابة نحو 25 شخصا بالرصاص المطاطي والعشرات بحالات اختناق تم معالجتهم ميدانيا.
واندلعت مواجهات أخرى متفرقة في الضفة الغربية، حيث أشعل شبان النار بالإطارات الفارغة، ورشقوا قوات عسكرية إسرائيلية بالحجارة، والعبوات الفارغة على مدخل مدينة نابلس الجنوبي شمال الضفة الغربية.
كما اندلعت مواجهات على حاجز قلنديا العسكري، الفاصل بين رام الله والقدس، ومواجهات أخرى على مدخل مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله بحسب الشهود، ولم يسجل وقوع إصابات.
إصابات في رام الله
وفي رام الله أصيب العشرات بحالات اختناق، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل، في بلدات نعلين وبلعين والنبي صالح غربي رام الله، وكفر قدوم غربي نابلس، والمعصرة غربي بيت لحم، بحسب بيان لجان المقاومة الشعبية.
في السياق ذاته شاركت جماهير فلسطينية غفيرة في مسيرة حاشدة، دعت إليها حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد صلاة الجمعة، استنكارا لجريمة حرق الرضيع علي دوابشة وعائلته ونصرة للمسجد الأقصى المبارك بمشاركة قادة الفصائل.
وأكد المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داود شهاب في كلمة خلال المسيرة التي شاركت فيها فصائل العمل الوطني والإسلامي أن "الرد الفلسطيني على هذه الجريمة النكراء في نابلس لن يتأخر".
وحمل شهاب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المسؤولية الكاملة عن الجريمة قائلا "إنها حكومة إرهابية ترعى إرهاب المستوطنين وتوفر له الحماية في كل محافظات الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف أن "إسرائيل تمارس اليوم لعبة قذرة هي لعبة الاستفراد بالشعب، فمرة تستفرد بغزة ومرة بالخليل وتارة بالقدس، واليوم في نابلس عبر هذه الجريمة البشعة والقذرة".
في مصر الجرح واحد
وفي مصر شهدت عدة محافظات مصرية مظاهرات رافضة للانقلاب، استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، للتظاهر تحت عنوان "الجرح واحد.. لبيك يا أقصى".
ففي محافظة الإسكندرية (شمال) حمل المتظاهرون، الذين تظاهروا عقب صلاة الجمعة، في عدة أحياء من المدينة، صورًا ولافتات داعمة للمسجد الأقصى، ومنددة باقتحامه المتكرر من قبل الإسرائيليين.
فيما نظم معارضون للانقلاب بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل - شمال)، تظاهرات لنصرة المسجد الأقصى، انطلقت عقب صلاة الجمعة، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين في السجون المصرية.
وفي محافظة السويس (شرق)، قامت قوات الأمن بمنع المتظاهرين من تنظيم وقفة احتجاجية صباحية لدعم الأقصى، أمام أحد مساجد مدينة السويس.
وقال شهود عيان، "إن قوات الأمن تواجدت قبل وصول المتظاهرين لمكان الوقفة، ما تسبب في مغادرتهم خشية الاعتقال".
كان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، دعا أمس الخميس أنصاره إلى الخروج في مظاهرات ما سماه أسبوع "الجرح واحد.. لبيك يا أقصى".
انطلقت مسيرة من أمام المسجد الحسيني، وسط العاصمة الأردنية عمان، بعد صلاة الجمعة، "نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك" حسب مشاركين.
أردنيون يناصرون الأقصى
نظمت الفعاليات الحزبية والنقابية والحركات الشعبية والشبابية والعشائرية الأردنية، مسيرة شعبية، بعنوان "جمعة الغضب نصرة للأقصى والحرائر والمرابطات"، وتأتي المسيرة في أعقاب موجة انتهاكات يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل المستوطنين اليهود، ودعما للمرابطين في الأقصى والقدس.
وهتف مئات المشاركين في المسيرة التي تزامنت مع وقت الظهيرة؛ حيث وصلت درجة الحرارة إلى 40 مئوية "بالروح بالدم نفديك يا أقصى، أردن أرض الحشد..أقصى أرض المجد، لا سفارة صهيونية على أرض أردنية، نكتب بالدم الأحمر ..الأقصى سوف يتحرر، يا الله يا الله ..ما إِلنا غيرك يا الله، واهتف يسمع كل الناس.. للأقصى نحن حراس".
كما عبروا عن رفضهم للانتهاكات التي تجري بحق القدس والأقصى، والتي قالوا إنها تجري تحت إشراف وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهتفوا بالتحية لحركة حماس والمقاومة في قطاع غزة.
وطالب المشاركون في هتافاتهم بإلغاء اتفاقية السلام الأردنية-الإسرائيلية (وقعت عام 1994)، وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمان رداً على جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
وشهدت المسيرة تواجدا أمنيا مكثفا، حتى نهاية خط سيرها بالقرب من ساحة النخيل (وسط عمان).
وقال نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن) علي أبو السكر، لـ"الأناضول" إن "الشعب الأردني خرج اليوم في مسيرة غضب ضد الكيان الصهيوني الغاصب، وقد استيقظ اليوم على واحدة من جرائمه بحرق رضيع في مدينة نابلس".
وقال "إننا نطالب اليوم بإلغاء اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، تلك التي كبلت الأمة، كما يجب طرد السفير الإسرائيلي من عمّان ووقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال أحد المشاركين في المسيرة، يحيى فليفل (34 عاماً) إنه أراد من مشاركته بالمسيرة "إرسال رسالة للشعب الفلسطيني، بأن الأردنيين غاضبون من جرائم الاحتلال ولن يهدأ بالهم إلا بزوال المحتل".
وأضاف فليفل لـ الأناضول وجَب على الحكام العرب "إلغاء السلام مع الكيان الصهيوني الذي لا يحفظ ذمة أو اتفاقا".