سياسة عربية

بريطانيا تحذر رعاياها من هجوم إرهابي جديد بتونس

سياح بريطانيون يغادرون تونس بمطار النفيضة الحمامات الدولي  - الأناضول
سياح بريطانيون يغادرون تونس بمطار النفيضة الحمامات الدولي - الأناضول
غداة التحذير الذي أطلقته السلطات البريطانية بشأن احتمال حدوث هجوم إرهابي جديد بتونس، وصل الوفد الأول من بين آلاف السياح البريطانيين إلى بلادهم من هذا البلد الذي شهد هجوما إرهابيا أودى بحياة العشرات من السياح الشهر الماضي. 

وأسفر الهجوم الإرهابي على الشاطئ بمدينة سوسة الساحلية التونسية الشهر الماضي عن مقتل حوالي 38 شخصا ضمنهم 30 سائحا بريطانيا.

وناشدت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها مغادرة تونس، وأوصت بعدم السفر إلى هذا البلد لغير الضرورة، معتبرة أن التدابير الحالية غير كافية أمام التهديدات الإرهابية "القوية"، وذلك بعد تزايد المخاوف بشأن حدوث هجوم إرهابي جديد بتونس، غير أن الحكومة التونسية انتقدت تصريح وزارة الخارجية البريطانية، وقالت: "إنها فعلت كل ما في وسعها لحماية السياح".

وقال رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، إن بلاده "فعلت كل ما في وسعها لحماية السياح البريطانيين ومصالحهم، وغيرهم من السياح من مختلف الجنسيات"، مضيفا أن "حكومته ستساعد البريطانيين على الرحيل، لكنه سيتناقش نظيره البريطاني، ديفيد كاميرون، في هذا التحذير من السفر".

من جهته قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند في تصريحات صحفية: "إن عدم إصدار التحذير كان ليعتبر "مخاطرة كبيرة جدا"، وأضاف أنه يأمل أن تخفض المملكة المتحدة من شدة التحذير في وقت قريب.

وسجّل مطار النفيضة الحمامات الدولي التونسي، مغادرة طائرتين تحملان على متنيهما 350 مسافرا إلى بريطانيا، صباح الجمعة، على أن تغادر الطائرتين إضافيتين إلى جانب رحلة اعتيادية مواطنين بريطانيين مساء اليوم الأراضي التونسية، بحسب ما صرح به مسؤول بالمطار.


وأضاف هاموند: "أن التحقيقات التونسية في حادث سوسة، وحادث متحف باردو في العاصمة تونس الذي قتل فيه 22 شخصا بينهم بريطاني، ما زالت مستمرة، وإن السلطات التونسية أوضحت أنها تتبع المزيد من المشتبه في كونهم على صلة بالحادث.

وأكد المتحدث أن "التقييم الأمني للمناطق السياحية أظهر الحاجة للمزيد من الاحتياطات "لحماية السياح من التهديدات الإرهابية بشكل فعال."

بدورها حذرت إيرلندا التي قتل ثلاثة من مواطنيها في الهجوم الذي  استهدف فندقا في القنطاوي في سوسة، من "السفر غير الضروري" إلى تونس، في حين لم تصدر تحذيرات عن دول أخرى.

وقالت رابطة وكلاء السفر البريطانيين إن أعضاءها يعملون على إرجاع عملائهم إلى بريطانيا خلال يومين، حيث ثمة ما بين 2500 و 3000 من الحجوزات السياحية البريطانية في تونس، بالإضافة إلى حوالي 500 مسافر مستقل.

وأضافت الرابطة أن"من كانوا يخططون للسفر إلى تونس يجب أن يتواصلوا مع الشركات التي أتموا الحجز من خلالها، مشيرة إلى  أن السفر إلى تونس الآن سيعني في الغالب إلغاء تأمين السفر، إلا أن أغلب اللوائح تغطي التأمين لمن بالفعل في تونس".

وعبر بعض السياح الذين ينتظرون دورهم في المغادرة  عن شعورهم بالإحباط والخوف بعد التحذير، مبرزين أنه لا خيار لهم سوى مغادرة تونس.

وأعلنت تونس حالة الطوارئ وزادت من احتياطاتها الأمنية في المواقع السياحية، بعد الهجوم الإرهابي المفاجئ الذي أودى بحياة 38 سائحا أوروبيا، وأثر بشكل كبير على السياحة في هذا البلد.

وفي هذا الصدد قال السفير التونسي في المملكة المتحدة، نبيل عمار، إنه "بتخريب السياحة ورحيل الأجانب عن البلاد، سيخرب قطاع كامل ويشرد الكثيرون ليصبحوا بلا عمل."

وألغت بعض شركات السياحة البريطانية رحلاتها إلى تونس حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، وقررت ترحيل موظفيهم إلى انجلترا خلال 24 ساعة.

ولتخفيف تبعات هجوم سوسة، عززت الحكومة التونسية من الاحتياطات الأمنية في المناطق السياحية، وأعلنت عن خطط لبناء سور قرب الحدود مع ليبيا، لمواجهة التهديدات الإرهابية القادمة من هذا البلد الذي يعيش فوضى أمنية وسياسية.
التعليقات (0)