قارنت دراسة صادرة عن "معهد الدراسات الخارجية" الحملة الجوية الأخيرة التي يشنها
التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا على
تنظيم الدولة، مع الحملات الجوية التي حصلت تاريخيا، في وقت تدخل فيه الحملة شهرها الـ12.
واعتبر الباحث ميكاه زنكو، صاحب مدونة "السياسة والسلطة والتحركات الوقائية" على موقع المعهد، أن الانتقاد الأكبر للحرب الجوية هو قلة الضربات والقنابل التي تستخدم خلالها، مقارنة بحملات مشابهة خلال العقود الأخيرة.
وأوضحت دراسة المعهد الذي يعدّ من أكبر المراكز البحثية في العالم، والمختص في العلاقات الدولية، أن صناع القرار قالوا إن من أسباب ذلك "محدودية الأهداف التي يقصفها التحالف، تجنب القيام بالضربات التي تسبب ضررا غير مطلوب، وغياب المتحكمات الأرضية التي تحدد الأهداف على الأرض".
وتابع المعهد الذي يصدر مجلة "فورين أفيرز" المعروفة، بأن "القلق غير المبرر من الضحايا المدنيين هو ما يسمح لتنظيم الدولة بالبقاء والتمدد في مناطق من
العراق وسوريا".
وقال الباحث إن بعض التقديرات العسكرية تقول إن الضربات أدت لمقتل 12500 مقاتل، وتم تدمير 7655 قطعة وبنية تحتية، كليا أو جزئيا، في حين تقدر الاستخبارات الأمريكية عدد مقاتلي التنظيم ما بين 20 و35 ألفا، مع تدفق للمقاتلين الأجانب لتعويض هذه الخسائر، ما يجعل إنهاء التنظيم غير ممكن باستخدام القصف الجوي وحده.
خسائر المدنيين
وأوضح الباحث أن الصعوبة الرئيسية التي جعلت الضربات قليلة هي أن قواعد الاشتباك وآليات تحديد الدمار سرية، ما يجعل العامة لا تعرف العملية التي يتم بها اختيار الأهداف وقصفها، مشيرا إلى كلمة وزير الدفاع آشتون كارتر الذي قال إن العمليات تنفذ "عن طريق ترشيح من القوات المحلية، ومن ثم توثيق هذه الأهداف"، موضحا أن الضربات كانت ستزداد لو تمت عن طريق ترشيح من القوات الأمريكية، بحسب خبراء عسكريين تحدث إليهم.
أما السبب الرئيسي الذي جعل الضربات قليلة، بحسب رئيس العمليات المشتركة مارتن ديمبسي "ليس تمرير المتحكمات الجوية أو رجال الاستخبارات، بل للعدد المختلط الكبير من التنظيمات"، في وقت لا تزال فيه الأجهزة العسكرية الأمريكية تدعي أنها " لا تعتقد بشكل قاطع أنها قتلت مدنيا واحدا".
بخصوص ذلك، نقل الباحث عن اللواء جون هيسترمان، القائد في القوات الجوية المشتركة، إن القوات العسكرية "لم تر أي دليل على أي خسائر مدنية، لكنها ستنظر بحرص على أي ادعاء حول ذلك"، بينما نقلت القيادة المركزية الأمريكية في وقت سابق اشتباهها بمقتل طفلين، وأن هناك خمسة تحقيقات بمقتل مدنيين.
يأتي ذلك في حين ينقل المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرا أن الضربات الجوية قتلت 162 مدنيا، بينهم 51 امرأة و35 طفلا.
الأمور اللوجستية
وبينما توجد هناك بعض المصاعب في الوصول، مثل رفض الحكومة التركية لاستخدام قاعدة إنجيرليك الجوية، إلا أن القوات الجوية لا تعاني من العجز، إذ قال الجنرال ديمبسي قبل أسابيع إن هناك "397 محاربة جوية، و1600 طيارا"، فيما يعَدّ رقما كبيرا مقارنة بالحملات السابقة.
ولا يواجه الطيارون نظام دفاع جوي فعالا جدا في
سوريا، بالرغم من سقوط طائرة دون طيار في آذار/ مارس الماضي، وسقوط أخرى العراق في 22 حزيران/ يناير.
واختتم الباحث دراسته بعرض مقارنة للحملات الجوية التي قادتها أمريكا تاريخيا، موضحا أنها تختلف في أهدافها وحلفائها وقواعد اشتباكها، وفي أن السعي للهزيمة النهائية لتنظيم الدولة عبر الحملات الجوية لا يتوافق مع عدد القنابل التي يتم إلقاؤها كل يوم.