قرار الرئيس الأمريكي
باراك أوباما بإرسال 450 عسكريا إلى بغداد لدعم برنامج التدريب والمشورة والمساعدة للجيش
العراقي، فتح بابا للعديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة في محاربة
تنظيم الدولة مجدية.
ويرى الزميل في مركز التقدم الأمريكي، هاردن لانغ، أن ذلك لن يغيّر قواعد اللعبة بطريقة أو بأخرى، وقال: "لا أعتقد أن الإدارة (الأمريكية) تظن ذلك، إلا أن ما يمكن لها فعله، هو أن تفسح مجالا أو جسرا لعدد من القبائل السنية والمقاتلين العشائريين المحتملين، ممن بقوا في الأنبار، ويرغبون في العمل مع القوات الأمنية العراقية والولايات المتحدة".
ويشير لانغ إلى أن "هناك انعداما هائلا للثقة بين قوات الأمن العراقية وحكومة بغداد، وما تبقى من مقاتلي القبائل السنية ممن لم يصطفوا مع داعش في هذه المرحلة".
وتابع لانغ، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط والإسلام السياسي، بأن "الولايات المتحدة صرفت قدرا كبيرا من وقتها في التركيز على الموصل، وهو الهدف الذي نريد من القوات الأمنية العراقية الوصول إليه، كما أننا نريد لهم إعادة تنظيم أنفسهم لبدء هجوم ضد (داعش في) الموصل".
أما محلل الشؤون العسكرية والخارجية، مارك بيري، فيرى أن إرسال خبراء إلى العراق لن يجدي نفعا ما لم يحدث تدخل بري، و"عندما يخرج عناصر مليشيا الدولة الإسلامية إلى العراء نقتلهم، أما عندما يتوارون في المناطق الآهلة، فلا نستطيع ذلك، الطريقة الوحيدة لنزيلهم فعليا من هذه المناطق الآهلة هو بمقاتلتهم على الأرض، وعلى ما يبدو فإن الجيش العراقي غير قادر على فعل ذلك".
ويرجح بيري أن "ما سنراه، على الأغلب، هو استمرار لما شاهدناه خلال العام الماضي (سقوط الموصل)، وهو تقدم وتراجع في محافظة الأنبار بين الدولة الإسلامية والجيش العراقي والمليشيات الشيعية"، مشددا على أن "استجابة الرئيس أوباما كانت محدودة حتى اللحظة، وأعتقد أنها على الأكثر ستظل كذلك".
ويعتقد أستاذ التاريخ وسياسة الشرق الأوسط، في كلية الدراسات الدولية بالجامعة الأمريكية، إدموند غريب، "أن قرار الإدارة الأمريكية إنما جاء كرد فعل على الانتقادات الموجهة لها، بعد سيطرة داعش على تدمر السورية والرمادي العراقية، ويرى أن هناك "كمًّا هائلًا من النقد بسبب ذلك.. ربما يقرأ البعض هذا القرار، كرد من الإدارة وهي تقول: انظروا نحن نتحرك! لكن الإدارة لم تشر إلى تغييرات جذرية في سياسة الولايات المتحدة".
وبحسب غريب فإن ما يحصل هو "وجود تغيير جزئي، بمعنى أن هنالك بعض التغييرات الاستراتيجية هنا أو هناك، لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن على أننا سنشهد تغييرات كبيرة في الاستراتيجية العامة".
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، أنها سترسل 450 عسكريا إضافيا إلى العراق ليقوموا بتدريب القوات العراقية في قاعدة التقدم العسكرية، بمحافظة الأنبار.
ورغم خسارة تنظيم الدولة للكثير من المناطق التي سيطر عليها في العاشر من حزيران/ يونيو من العام الماضي في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين، فإنه ما زال يسيطر على أغلب مدن محافظة الأنبار فضلا عن مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وغيرها من المدن في المحافظات الشمالية.
وتعمل القوات العراقية ومليشيات الحشد الشيعية الموالية لها وقوات البيشمركة الكردية، على استعادة السيطرة على المناطق التي وقعت في قبضة تنظيم الدولة، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ نحو عام.