يفرض
تنظيم الدولة، منذ عدّة أشهر، حصارا خانقا على ناحية عامرية الفلوجة (30 كيلومترا جنوب شرق الفلوجة)، وقضاء الخالدية (شرق مركز الرمادي)، ويعمل على تضيّيق الخناق شيئا فشيئا على القوات الأمنيّة، والقوات الأخرى المتمثلة بالحشد الشعبي، والصحوات العشائرية.
وأشارت وسائل إعلام إلى خلافات حادة بين
الصحوات العشائرية، التي تمثلها عشيرة
البوعيسى من جهة، وفصائل
الحشد الشعبي المتواجدة في عامرية الفلوجة ومحيطها، مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله
العراقي، من جهة أخرى، وهي الخلافات التي أدت إلى وقوع اشتباكات دامية بينهما لمرتين، لكن تم تطويقها بتدخل قيادات عشائرية، وأخرى سياسية "تدرك أنّ مثل هذه الخلافات ستؤدي في النهاية إلى خلخلة صفوف القوة المدافعة عن المنطقة، ووقوعها بالتالي فريسة سهلة بيد تنظيم الدولة"، على حدّ قول أحد القادة الميدانيين لصحوات البو عيسى، سطام العيساوي، في حديث خصّ به "
عربي21".
وأضاف: "عشائر البوعيسى، لا يمكن لها أن تدافع عن مصالح إيران ومكتسباتها، ولا عن مراقد شيعية، بل تدافع في المقام الأول عن مناطقها، وعن أهلها المستهدفين من تنظيم الدولة الذي يحتفظ بثأره منهم على خلفية قتالهم إيّاها في العام 2007".
ويكشف القائد الميداني في صحوات البوعيسى في حديثه لـ"
عربي21" عن حملة تطوع تشهدها عامرية الفلوجة في صفوف الحشد الشعبي.
ويقول: "إنّ الفين من أبناء عشيرة البوعيسى في عامرية الفلوجة ومحيطها، انضموا إلى فصائل الحشد الشعبي، وهناك عدد مقارب لهذا العدد من أبناء العشائر الأخرى في مدينة الخالدية التحقوا فعلا إلى الحشد الشعبي لقتال التنظيم الإرهابي"، على حدّ وصفه.
وردا على سؤال وجهته "
عربي21" عن الآليات المعتمدة في انضمام أبناء العشائر إلى فصائل الحشد الشعبي، يقول سطام العيساوي: "سيتم إلحاق هؤلاء ضمن كتائب ومجاميع مستقلة، لكنْ بالتأكيد، ستكون القيادة والقرار بيد ذوي الخبرة من قادة الحشد الشعبي، ومع هذا سيظل أبناء العشائر هم رأس الحربة في الدفاع عن مدنهم، وفكّ الحصار عنها، وتحرير الأنبار، فهؤلاء هم الأدرى بجغرافية مدنهم، وأهلها ممن يوالون تنظيم الدولة"، حسب تعبيره.
ويضيف قائلا: "سنشرع قريبا بتدريبهم، وتجهيزهم ثم توزيعهم على الجبهات التي يعرفونها جيدا، وحسب التوقعات فإنّنا سنحقق انتصارات سريعة، وسنستعيد محيط عامرية الفلوجة من تنظيم الدولة، ولن نتركه تحت سيطرة التنظيم، وهذه هي الخطوة الأولى لتحرير كلّ الأنبار، والعراق أيضا".
ويختم العيساوي، حديثه لـ"
عربي21"، قائلا: "لقد انتزعنا ضمانات من الجهات المسؤولة بعدم زج المتطوعين من أبناء العشائر تحت قيادة الحشد الشعبي بالقتال خارج مناطقهم، والقتال دفاعا عن مناطقنا هو الهدف الأساس من فتح باب التطوع لهم، وسيكون تسليحهم من الحشد الشعبي الذي يتكفل بصرف رواتبهم أيضا".
وناحية عامرية الفلوجة، وقضاءا الخالدية وحديثة، هي آخر ثلاث مدن في محافظة الأنبار لم تسقط بعد بيد تنظيم الدولة، بعد أن فرض سيطرته بالكامل على ما تبقى من المحافظة.
"ويُتوقع أن تكون مدينتا عامرية الفلوجة وحديثة هما الهدف القادم للتنظيم الذي بدأ باستخدام تكتيك فرض الحصار والدعوة إلى الاستسلام، في الوقت ذاته بدأ بتحركات جدية للتهيئة لاقتحام المدينتين بعد أن تأكد أنّه تمكن من استنزاف جانب كبير من قوّة خصومه، وقدراتهم القتالية"، بهذه الكلمات يختم القائد الميداني في صحوات البو عيسى، سطام العيساوي، حديثه لـ"
عربي21".