أكد باحثون ومعلقون
إسرائيليون أن حكومتهم تقدم دعما أمنيا مهما لنظام عبد الفتاح
السيسي، من أجل تمكينه من دحر مقاتلي "الإسلام المتطرف" في
سيناء، على حد وصفهم.
من جانبه، قال الباحث في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، الدكتور إهود عيلام، إن إسرائيل تواصل دعم نظام السيسي في حربه على "الجماعات الإسلامية"، على اعتبار أن استقرار هذا النظام يمثل مصلحة إستراتيجية لتل أبيب.
وفي مقال نشره الجمعة موقع "وللا" الإخباري، قال عيلام إن الحرب التي يشنها السيسي على الجهاديين في سيناء، تمثل مصلحة كبيرة لإسرائيل، لأنها تمنع توجههم لاختراق الحدود، واستهداف منطقة النقب.
وأضاف: "السيسي بالنسبة لإسرائيل يمثل الفرعون الصديق"، مشيرا إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تراهن عليه في الحفاظ على اتفاقية "كامب ديفيد".
وشدد عيلام على أن إسرائيل مطالبة بمواصلة تقديم الدعم الأمني للسيسي من أجل تمكينه من حسم المواجهة ضد "الإسلام المتطرف"، بحسب وصفه، مشيرا إلى أنه يتوجب على تل أبيب أيضا العمل لدى كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية؛ لإقناعها بالاستثمار في مجال تطوير سيناء من أجل توفير الظروف التي تضمن بقاء النظام.
معلومات استخبارية لجيش السيسي
بدوره قال معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلي الثانية، روني دانئيل، إن إسرائيل ساعدت السيسي على مواجهة الجهاديين في سيناء، من خلال السماح له بدفع قوات إلى شمال سيناء، بما يتجاوز المسموح به بحسب الملحق الأمني في اتفاقية "كامب ديفيد"، إلى جانب الاستعانة بطائرات مقاتلة ومروحيات.
وفي مقال نشره موقع القناة، أكد دانئيل أن إسرائيل تقدم معلومات استخبارية لجيش السيسي لمساعدته على مواجهة الجهاديين "وكل ما يطلبه هذا الجيش من مساعدات"، على حد تعبيره.
وأوضح دانئيل أن الحرب التي يخوضها السيسي ضد الجهاديين في سيناء "هي حرب إسرائيل أيضا، لأن هناك أساسا للاعتقاد بأن هؤلاء سيوجهون سلاحهم ضد إسرائيل في وقت من الأوقات".
وأشار دانئيل إلى أن إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده، أن النجاح في مواجهة التنظيمات الإسلامية العاملة في كل دول المنطقة يتطلب تنسيقا إقليميا واسعا.
ونوه دانئيل إلى أن إسرائيل باتت جزءا من معسكر يضم
مصر والأردن والسعودية ودول الخليج، مشيرا إلى أن تل أبيب تعمل داخل هذا المعسكر بصمت، وعن بعد، حتى لا تتسبب في إحراج حلفائها العرب.
وشدد دانئيل على أن السيسي يقوم بمعالجة الخطأ الذي وقع فيه الرئيس المخلوع مبارك، الذي رفض معالجة الخطر الجهادي في سيناء.
وتوقع دانئيل ألا يوقف السيسي العمليات ضد الجهاديين والإخوان المسلمين بسبب الطاقة الكامنة في التهديد الذي يشكلانه على النظام.
وأوضح دانئيل أن تفاقم عمليات "ولاية سيناء" حجم التصميم لدى السيسي للضغط على حكم حماس في غزة.
ونقل دانئيل عن جنرال إسرائيلي زار مصر العام الماضي، والتقى جنرالا مصريا، حيث قال: "في غزة لي جيران من الذين لا يشاركون في إطلاق النار، ولي أعداء"، فرد عليه الجنرال المصري: "أما أنا فلا يوجد لي في غزة إلا الأعداء".
وفي السياق ذاته، قال المعلق العسكري لصحيفة "هارتس"، الصحفي عاموس هارئيل، إن إسرائيل بذلت جهودا كبيرة لدى الكونغرس والإدارة الأمريكية من أجل ضمان الاعتراف بالانقلاب والتعامل معه، موضحا أن إسرائيل ستواصل دعمها للحرب التي يشنها السيسي على "ولاية سيناء".
وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" الجمعة، نوه هارئيل إلى أن إسرائيل كانت مرتاحة تماما للانقلاب الذي قادة السيسي، "الذي أفضى إلى إنهاء حكم ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي".
وأكد هارئيل أن جنرالات مصر لا يخفون دعمهم لإسرائيل، ويؤكدون أنهم يرونها شريكة في الحرب على الإرهاب المتطرف، منوها إلى أن الضغوط التي يمارسها السيسي على غزة تفوق تلك التي تمارسها إسرائيل.