رحب مسؤولون صهاينة بقرار نظام
السيسي تعيين سفير
مصري جديد في
إسرائيل، في حين اعتبر معلقون في تل أبيب أن القرار يعكس التحول الهائل الذي طرأ على العلاقات الثنائية منذ أن تم الانقلاب على الرئيس محمد مرسي وصعود عبد الفتاح السيسي.
وقد رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقرار السيسي، معتبراً أن مثل هذه القرارات "تقرب السلام".
من ناحيته قال الصحافي باراك رفيد، إن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تشهد تطوراً متلاحقاً وهائلاً، وإن تعيين سفير مصري جديد تعكس التطور الذي وصلت إليه العلاقات بين الجانبين في عهد السيسي.
وأوضح رفيد، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الاثنين، أن التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل تعاظم بشكل كبير في عهد السيسي، سيما في كل ما يتعلق بتنسيق الجهود ضد حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وفي محاربة الجماعات الجهادية في سيناء.
من ناحيتها اعتبرت قناة التلفزة الصهيونية الأولى أن التحول الذي طرأ على العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ تولي السيسي مقاليد الأمور في القاهرة، أكبر وأعمق بكثير من دلالات تعيين السفير.
وأكدت القناة الليلة الماضية أن مصر وإسرائيل مرتبطتان عملياً بحلف استراتيجي واضح المعالم ومحدد الأهداف، مشيرة إلى أن تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق الأمني والميداني يتم على مدار الساعة.
وأكدت القناة أن كلاً من نظام السيسي وحكومة نتنياهو يحرصان على عدم الكشف عن خفايا التعاون الأمني والاستخباري والميداني بين الجيش المصري والجيش الصهيوني، مشيرة إلى سيادة "روح من الحميمية" بين القادة العسكريين الصهاينة ونظرائهم المصريين.
وشددت القناة على أن حكومة اليمين في تل أبيب ترى في العلاقة مع نظام السيسي أهم مرتكزات البيئة الإقليمية لإسرائيل، مشيرة إلى أن انقلاب السيسي أزاح الكثير من التهديدات والمخاطر التي أزعجت دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل.
يشار إلى أن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الصهيونية الجنرال عاموس جلعاد، وصف نظام السيسي خلال كلمته أمام مؤتمر "هرتسليا للأمن القومي" بأنه "أهم معجزة حدثت لإسرائيل".
واعتبر جلعاد التخلص من حكم الإخوان المسلمين أهم تطور أسفر عنه تحرك السيسي.
يذكر أن الرئيس مرسي أمر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بإعادة السفير المصري السابق عاطف سالم من تل أبيب، في أعقاب قيام الكيان الصهيوني بشن حملة "عمود السحاب" على قطاع غزة، وهي الحملة التي قتل فيها حوالي 160 فلسطيني وجرح المئات.
وقد هدد مرسي إسرائيل في حينه، بإغلاق سفارتها في القاهرة بشكل مطلق في حال شرع الجيش الصهيوني بشن حملة برية ولم يوقف عدوانه على القطاع.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن مرسي لعب دوراً مركزياً في الجهود التي أفضت إلى اتفاق التهدئة الذي أنهى حملة "عمود السحاب"، فإنه رفض إعادة السفير المصري لإسرائيل بعد انتهاء الحملة.