قال كاتب
لبناني شيعي إن نموذج كتائب
الحشد الشعبي العراقي يتم تطبيقه في لبنان، عبر "
حزب الله"، بإشراف وتمويل
إيراني وحرسها الثوري.
ففي مقالة للكاتب الشيعي علي الأمين، في موقع "جنوبية" اللبناني المعارض، قال الأمين إن "نموذج الحشد الشعبي في العراق هو المثال والهدف الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله"، موضحا أنه يقصد مليشيا تشرف عليها قيادة الحرس الثوري، كما تحظى بقبول أمريكي في سبيل مواجهة تنظيم الدولة.
وتابع الكاتب بأن حزب الله يشكل النسخة اللبنانية من الحشد الشعبي، لا سيما "بعد انضمام مجموعات للقتال معه ضد جبهة الإرهاب السنيّ، بالإضافة لفتحه المجال أمام الجميع دون استثناء، بالإضافة لتوجيهه دعوة مفتوحة إلى كل من يمون عليهم"، مشيرا إلى أنه كان يرفض توجيه دعوة مثلها حين كان يقاتل إسرائيل، "ربما لأن مواجهة إسرائيل لا تتطلب عونا مما يتطلب قتال المسلمين المتطرفين من السنّة"، على حد قوله.
واعتبر الأمين أن الجديد في سياق تعزيز المشروع هو جهود إيران لتفعيل دور سرايا حزب الله المسماة "
سرايا المقاومة"، بإشراف منها وتمويل، وعن طريق حرسها الثوري، موضحا أن هناك معلومات "بمضاعفة تمويل السرايا من 15 مليون دولار إلى 35 مليون دولار سنويا"، فيما اعتبره الكاتب مؤشرا على حاجة ملحة إلى لعب دور إيراني أكبر داخل الطائفة السنية ومناطقها اللبنانية، على حد قوله.
وأشار الكاتب الشيعي إلى أن هذه الخطوة تنطوي على استعداد مسبق لأي تطور يودي بنظام بشار الأسد في سوريا، إذ إن الحزب سيجعل من أولوياته المبادرة "بتثبيت اختراقاتها الوطنية وتدعيمها داخل السنة"، باعتبار أنهم البيئة الحاضنة لأي مشروع مناهض لحزب الله، سواء كان إرهابيا أو معتدلا، على حد قوله.
وتوقع الأمين أن تبرز تشكيلات أمنية وعسكرية لسرايا المقاومة اللبنانية تتجاوز في حضورها ما كانت عليه في الفترات السابقة، بحيث تكون المليشيا السنية الأقوى في لبنان، بالاستفادة من الدعم العسكري والمالي وتشريع سلاحها رسميا، بالإضافة لحاجة من أكثر طرف محلي ودولي إلى دورها الأمني والاستخباراتي.
ونقل الكاتب القول بأن هذه السرايا "هي الوسيلة التي يمكن من خلالها لجم أي انفجار في وجه حزب الله وإيران"، خصوصا بعد اطمئنان الحزب إلى الموقف المسيحي، وموقف النائب وليد جنبلاط غير الخطر لبنانيا، وانتشار السنة في مناطق كثيرة تحمل "دلالات القطع والوصل" في بيئة حزب الله وعلى جغرافيا نفوذه اللبنانية من البقاع إلى الجنوب وبيروت.
وتابع الأمين بأن "العمل جار على استقطاب المزيد من العاطلين عن العمل، وتدعيم الخلايا المنتشرة داخل البيئة السنية، والمخيمات الفلسطينية"، مشيرا إلى أن أي مواجهة ستحصل بين حزب الله والتيارات السلفية المعادية له سيكون ميدانها داخل المناطق ذات الغالبية السنية، وليست المناطق الشيعية وعلى تخومها.
وأوضح الأمين أن مهمة السرايا هي خوض مواجهة استباقية ضد أي خلايا عسكرية وأمنية معادية لإيران أو حزب الله داخل البيئة السنية، ومنع قيامها ووجودها في الأساس، كما هو الحال في المخيمات الفلسطينية.
واختتم الأمين بالقول بأن السرايا ليس لديها تنظيم سياسي أو حزبي، لكنها "مجموعات منفصلة يرتبط كل منها بجهاز أمني إداري يرتبط بالحرس الثوري الإيراني"، موضحا أن حزب الله يملك دورا مباشرا في إدارتها، بالإضافة لخصوصية إيرانية في إدارة ملف السرايا الأمني - السياسي، على حد قوله.