قال الكاتب البريطاني بيتر أوبورن، إن الرئيس البريطاني ديفيد كاميرون وجه رسالة فظيعة للشرق الأوسط من خلال دعوة عبد الفتاح السيسي، مضيفا أنه بدأ مرحلة "كالحة" في السياسة البريطانية عبر هذه الخطوة.
وأوضح أوبورن أنه "ما من يوم يمر دون تقرير عن الفظائع في مصر السيسي، مقابل مزيد من التذلل والخضوع من قبل القادة الغربيين"، مستنكرا توجيه الدعوة البريطانية بعد يوم واحد من صدور حكم نهائي بإعدام الرئيس المصري محمد مرسي.
وقال المحرر السياسي الرئيسي السابق في الديلي تلغراف إن "بريطانيا استمرأت الكذب بشأن العلاقة مع مصر"، مستشهدا باتصال هاتفي أجراه مع الخارجية البريطانية، ونفت به الزيارة المصرية، لكن بدا أنها كذبت، قائلا بسخرية: "حدث ولا حرج عن أمانة ونزاهة وزارة الخارجية".
أوبورن، الذي فاز بجائزة كتاب الأعمدة لعام 2013، قال إن كاميرون غاص أكثر في مستنقعه الشخصي عندما اتهم في سلوفاكيا مسلمي بريطانيا بأنهم يؤيدون بصمت تنظيم الدولة، معتبرا أنه انتهك عرفا ساميا في السياسة البريطانية بحديثه عن السياسة المحلية خارج البلاد.
وقال إن دعوة السيسي واتهام مسلمي بريطانيا مرتبطتان؛ إذ إنهما بالأساس "تطاول على الإسلام السياسي"، كما أنهما إظهار لموقف بريطانيا النهائي من الربيع العربي الذي كان مرتبكا، وانتهى بدعم الثورة المضادة، والتحالف مع الديكتاتوريات الحاكمة التي ترى في الإسلام الديمقراطي خطرا صاعدا.
واعتبر أوبورن أن هذا الموقف إشارة بريطانية بالموافقة على أن الإخوان المسلمين حركة غير مشروعة، ما يبرر موقف ديفيد كاميرون ووزير خارجيته فيليب هاموند لتجاهل عمليات الخطف والتعذيب والقتل وحتى حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس مرسي.
وتابع بأن هذه السياسة تصب في صالح القاعدة وتنظيم الدولة؛ إذ إن "التواطؤ الغربي مع مشروع قمع واضطهاد الإسلام الديمقراطي يعني أن القاعدة وداعش لها الحق بالاستهزاء بالدعم البريطاني للديمقراطية"، مشيرا إلى أن هذه الخطوات هي هدية دعائية ضخمة للحركات الجهادية.
وانتقد أوبورن الكلمة التي ألقها كاميرون واتهم بها مسلمي بريطانيا بدعم "التشدد"، مشيرا إلى أن هذا المصطلح "جزء من الخطاب الرسمي الأخرق الذي يخلط كل الإسلاميين معا"، متجاهلة أن الإخوان المسلمين هم من أشد المعارضين لداعش والقاعدة، على حد تعبيره.
واعتبر أوبورن أن الإسلام السياسي يشتمل على عدد كبير من المكونات التي تدعم القيم ذاتها المسماة بـ "القيم البريطانية"، ويناقضون الحركات الأصولية مثل داعش والقاعدة.
وأشار أوبورن إلى أن كاميرون لم يكن لديه كثير من الخبرة في شؤون العالم قبل استلامه رئاسة الوزراء، كحال سلفه طوني بلير الذي وقع بتبسيط مجريات الأمور بالشرق الأوسط والحركات الإسلامية في بريطانيا، داعيا الحكومة لإعادة التفكير بمقاربتها تجاه الإسلام السياسي محليا ودوليا.
للاطلاع على المقال كاملا، انقر
هنا