نشرت صحيفة سلايت الناطقة بالفرنسية تقريرا حول الإعلان عن مقتل مختار
بلمختار في
ليبيا، وقالت إن الاستخبارات الأمريكية تواجه صعوبات كبيرة في تأكيد أو نفي موت بلمختار، رغم أن قواتها هي التي نفذت الهجوم، ولذلك فضلت التريث قبل الإعلان عن مصيره، حتى لا تقع في الإحراج الذي تعرضت له في السابق بسبب ادعاء مقتل مطلوبين آخرين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الولايات المتحدة تعلمت انتظار نتائج التشريح، عندما يتعلق الأمر بمقتل قادة التنظيمات المسلحة المعادية لها في أنحاء العالم. كما أنها تحاول القيام بمطابقة المعلومات المتوفرة لديها مع تلك المعلنة من قبل مصادر أخرى محلية، للوصول للحقيقة.
وأضافت الصحيفة أن الإستخبارات الأمريكية تحاول التأكد من مقتل الجزائري مختار بلمختار، أحد أبرز قادة المجموعات المتطرفة بشمال أفريقيا، بعد أن أعلنت السلطات الليبية موته، الأحد الماضي، في بلاغ قالت فيه: "إن هجوما بالطائرات الأمريكية، تم بالتنسيق مع السلطات المحلية بوساطة طرف ثالث، أدى إلى مقتل الإرهابي المطلوب مختار بلمختار، وعدد من الأشخاص المنتمين لمجموعته، تنظيم
القاعدة في المغرب الإسلامي، في شرق ليبيا".
وأوردت الصحيفة أن البنتاغون، الذي قال إن الغارة الجوية وقعت ليلة السبت/ الأحد، بدأ أكثر تحفظا بشأن الإعلان عن نتائجها، حيث قال الناطق الرسمي لوزارة الدفاع :"نحن نقوم بتقييم نتائج العملية، وسنعلن عن المزيد من المعلومات عندما يكون ذلك ممكنا". وهو ما يعني أن الولايات المتحدة في انتظار تقرير الطب الشرعي.
كما نقلت الصحيفة تغريدة نشرت على "تويتر"، للصحفي الفرنسي المتخصص في شؤون شمال أفريقيا، ديفد تومسو، حذر فيها من أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم تقع خارج نطاق سيطرة الجهات التي أعلنت مقتل بلمختار، كما سبق أن تم إعلان مقتله عدة مرات في السابق؛ لذلك يجب أخذ هذا الخبر بمنتهى التحفظ.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة أنه في سنة 2013، أعلن الجيش التشادي أنه تمكن من قتل بلمختار، الذي يعد العقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن في منشأة استخراج الغاز في عين أميناس في جنوب الجزائر، التي تم خلالها قتل 37 رهينة.
ثم تبين فيما بعد أن هذه الغارة الجوية، التي شنها الجيش التشادي بدعم من القوات الفرنسية، ضد منطقة تتحصن فيها عناصر مسلحة، أدت لمقتل "أبو زيد"، أحد قيادات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ولكن لم يتم العثور على جثة بلمختار في مكان الهجوم.
كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتضارب فيها الأخبار حول نتائج هذا النوع من العمليات، فقد تم في عدة مناسبات الإعلان عن مقتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة في سوريا والعراق، أو إصابته بجروح بليغة، خلال غارات جوية أمريكية في العراق.
كما قالت الصحيفة أن أبرز حلقات مسلسل الإعلانات الخاطئة عن مقتل قادة الحركات المسلحة، يبقى إعلان موت أسامة بن لادن، الذي لم تتم تصفيته فعلا إلا في الثاني من أيار/ مايو 2011، في أبوت آباد في باكستان. وقد كان قبل ذلك قد تم الإعلان عن مقتله في عشرات المرات.