نقلت صحيفة "الغارديان" عن منظرين للسلفية الجهادية معروفين في الأردن، قولهم إن تنظيم
القاعدة، الذي يتزعمه أيمن
الظواهري، قد توقف عن العمل، ويعاني من الشلل التام، بعد الانقلاب الذي قاده
تنظيم الدولة على التنظيم الأم.
ويورد التقرير أن عمر محمود عثمان المعروف بـ "أبي قتادة"، وأبا محمد
المقدسي، يقولان إن الظواهري منفصل عن قادته، ويحافظ على بقاء تنظيم القاعدة، من خلال مناشدة الأفراد للولاء والطاعة له.
ويقول عارفون في تنظيم القاعدة التقاهم فريق الصحيفة في الأردن، إن تنظيم القاعدة في عموم الشرق الأوسط، يعاني من نقص في الرجال والمال، بعد خسارته الأراضي، لصالح أحد فروعه الذي انشق عنه لاحقا.
ويبين التقرير أن صعود تنظيم الدولة والصراع المتواصل بينه وبين تنظيم القاعدة، قد فرضا تحديا على الولايات المتحدة، التي تحاول الحصول على معلومات وصورة عن طريقة عمل شبكات الجهاد العالمي.
ويشير تقرير "الغارديان" إلى أن المقدسي وأبا قتادة تحدثا بصراحة عن زعيم القاعدة البالغ من العمر 63 عاما. وبحسب المقدسي، فإن الظواهري "يعمل بناء على البيعة، ولا توجد هناك بنية تنظيمية، ولا قنوات اتصال أو ولاء".
وتفيد الصحيفة بأن أبا قتادة قضى سنوات في السجون البريطانية قبل ترحيله الى الأردن لمواجهة تهم تتعلق بالإرهاب، وقد وصفته الحكومة البريطانية بالرجل الخطير. ويقول إن الظواهري "يعيش في عزلة"، واعترف أن تنظيم الدولة قد ربح المعركة الإعلامية ضد تنظيم القاعدة.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن تصريحات أبي قتادة تعد مهمة، خاصة لأنه أصبح منذ الصيف الماضي وبعد إطلاق سراحه، ناقدا شديدا لتنظيم الدولة. وقد وصف أفراد التنظيم بالمتطرفين وبأنهم "سرطان" ينمو داخل الحركة الجهادية، بعد هجومهم على تنظيم القاعدة قبل عامين، وأضاف أن "داعش لا يحترم أي شخص".
وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة كان فرعا لتنظيم القاعدة في الشرق الأوسط، حتى تم إبعاده من زعيم تنظيم القاعدة؛ لرفضه إطاعة أوامر الظواهري، والبقاء مع جبهة النصرة. ففي عام 2014، قرر أبو بكر
البغدادي الانفصال، وبدأ حربا ضد الجماعات الجهادية في سوريا.
ويوضح التقرير أن القتال يتواصل اليوم، وقد انتشر من العراق وسوريا إلى وسط آسيا والبحر المتوسط. وقد بنى تنظيم الدولة شبكة جهادية تمتد من أفغانستان حتى غرب أفريقيا، ويقوم بالتنافس مع تنظيم القاعدة، الذي وصف في العدد السادس من مجلة تنظيم الدولة "دابق" بـ"الكيان المارق".
وتنوه الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة أعلن عن عدم تسامحه مع أي جماعة جهادية تعمل داخل أراضيه. وقالت تقارير إن أتباعا له في أفغانستان ذبحوا عشرة من أعضاء حركة طالبان. وتعهد تنظيم القاعدة في ليبيا يوم الأربعاء بالانتقام، بعد تحميله تنظيم الدولة مسؤولية قتل قادته.
ويتطرق التقرير إلى أن عددا من المحللين في الصفوف الوسطى والدنيا داخل المجتمع الأمني قد توصلوا إلى حقيقة خلال العام الماضي، مفادها أن تنظيم الدولة حقق تقدما واسعا، ودفع ماركة تنظيم القاعدة الجهادي إلى الهامش.
وتذهب الصحيفة إلى أن خبراء يرون أن الولايات المتحدة بطيئة على ما يبدو في التعامل مع تراجع تنظيم القاعدة وإمكانية انهياره، على الرغم من الدراسات المكثفة لتنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن المحلل الأمني السابق ديرك هارفي، قوله: "هناك كادر مرتبط بماركة تنظيم القاعدة داخل المجتمع الأمني، وأعتقد أنهم لا يعرفون شيئا خارج تنظيم القاعدة".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه بالرغم من ذلك فإن المسؤولين الأمريكيين الكبار، وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما، لا يزالون يخلطون بين تنظيمي القاعدة وداعش. وقد رفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التفريق بين التنظيمين، وقال مسؤول السياسات في وزارة الخارجية برت ماكغرك: "القاعدة هي داعش".