أكد وزير الخارجية
السوداني إبراهيم غندور الأحد، أن الرئيس السوداني عمر
البشير سيغادر جنوب إفريقيا ويعود إلى السودان، بعد انتهاء أشغال الجلسة الأساسية لقمة الاتحاد الإفريقي، المنعقدة بالعاصمة "جوهانسبورغ".
وقال الرئيس السوداني عمر البشير، في تصريح لوكالة الأناضول،"إن القادة الأفارقة يرفضون الوصاية وهم أسياد قرارهم"، وأضاف أن محكمة الجنايات الدولية "انتهت وقمة
جنوب أفريقيا هذه ما هي إلا مراسم التشييع والدفن".
وأعرب البشير للوكالة ذاتها، عن ارتياحه للمشاركة في قمة جوهانسبيرغ مشيدا بالدولة المضيفة.
وصرح وزير الدولة للخارجية السودانية كمال إسماعيل "يصعب علي نشر جدول السيد الرئيس البشير ولكنه سيعود متى ما أكمل الجلسة الأساسية، وقد يكون هذا اليوم أو الغد"، مؤكدا أنه "إلى الآن الأمور عادية ولا خطورة على السيد الرئيس".
وأضاف "ما يحدث في أجهزة الإعلام لا علاقة له بالواقع في جنوب إفريقيا التي أعلنت التزامها بالقيام بكل التزاماتها، وأن الرئيس مرحب به".
وتابع إسماعيل، "صحيح جنوب إفريقيا موقعة على ميثاق روما للمحكمة الجنائية، ولكنها ملتزمة بقرار القمة الإفريقية التي عقدت في كانون الثاني/يناير الماضي بأديس أبابا بعدم التعامل مع المحكمة الجناية الدولية".
وأصدرت محكمة جنوب إفريقية الأحد، قرارا يمنع البشير مؤقتا من مغادرة البلاد طالما لم يبت القضاء في طلب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله.
وينص حكم المحكمة الجنوب إفريقية على أنه يجدر بالسلطات في جنوب إفريقيا "منع الرئيس عمر البشير من مغادرة البلاد حتى اتخاذ قرار من قبل هذه المحكمة".
واعتبر وزير خارجية السودان غندور، مطالبة محكمة الجنايات الدولية، لجنوب أفريقيا بتنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة بحق الرئيس البشير، "استفزازا لقادة الدول الإفريقية"، مشبها إياه بـ" ما تقوم به بعض الجهات الأوروبية، التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة في أفريقيا".
وأضاف الوزير السوداني، " أن ما تقوم به المحكمة لاقيمة له"، مشيرا أن زيارة البشير تأتي في إطار الدعوة التي قدمها الاتحاد الأفريقي والدولة المضيفة.
وأردف غندور قائلا "أن مزاعم المحكمة الجنائية مستمرة لسببين أساسيين؛ الأول كون السودان دولة أفريقية، والآخر أن هناك أطماع في السودان، يريدون تحقيقها عبر المحكمة المزيفة، وبتهديد السودان من خلال الإدعاء بدعم العدالة، التي يؤمن بها السودان قبل غيره، شريطة أن تكون عدالة يتساوى أمامها الجميع الأبيض والأسود"، بحسب قوله.
ويشارك عمر البشير في قمة للاتحاد الإفريقي في جنوب إفريقيا، إلا أن المحكمة الجنائية الدولية دعت بريتوريا لإيقافه في إطار مذكرتي
توقيف بحقه، الأولى صدرت في العام 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والثانية في العام 2010 بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، والاثنتان على علاقة بالنزاع في منطقة دارفور غرب السودان التي تشهد أعمال عنف منذ 2003.
وعقد قادة دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي الأحد، بجوهنسبورغ بجنوب إفريقيا جلسة مغلقة قبيل افتتاح الدورة الخامسة والعشرين لقمة الاتحاد، بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير، الذي ظهر ببذلة زرقاء في صورة تذكارية مع جانب القادة المشاركين في القمة الإفريقية.
وتعقد القمة الإفريقية الخامسة والعشرين تحت شعار "2015 عام تمكين المرأة والتنمية نحو أجندة 2063 لإفريقيا"، وينتظر أن تناقش العديد من المواضيع المتعلقة بالهجرة والإرهاب والأزمات في القارة الإفريقية، بما فيها النزاع في بوروندى وجنوب السودان.
ويحكم البشير (71 عاما) السودان منذ انقلاب على السلطة في العام 1989 وقد أعيد انتخابه لولاية خامسة في نيسان/أبريل الماضي، إذ حصل على 94 في المائة من الأصوات.
ومنذ 2009 حد الرئيس السوداني من رحلاته إلى الخارج إذ سعى إلى أن يقتصر سفره على بعض البلدان غير الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية.