لجأ رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي إلى الاعتذار للمصريين، وتسفيه حكومته، في الذكرى الأولى لتنصيب نفسه رئيسا على البلاد، في الثامن من حزيران/ يونيو 2014، الذي يوافق الاثنين.
وقال السيسي الأحد -على هامش افتتاح 39 مشروعا-: "أنا بعتذر لكل مواطن
مصري تعرض لأي إساءة، باعتباري مسؤولا مسؤولية مباشرة عن أي شيء يحصل للمواطن المصري".
وأضاف: "بقول لأولادنا في
الشرطة أو في أي مصلحة حكومية، لازم ينتبهوا أنهم بيتعاملوا مع بشر، والوظيفة تفرض عليهم التحمل، لأن المصريين أهلنا وناسنا، وما فيش حد ينفع يقسو على أهله"، على حد قوله.
كما اعتذر السيسي للمحامين عن التصرف المسيء، الذي صدر من أحد ضباط الشرطة ضد محام في الأسبوع الماضي، قائلا: "أنا بقول للمحامين كلهم: حقكم عليا، وأنا بعتذر لكم يا فندم، وبقول لكل أجهزة الدولة: من فضلكم، لازم نخلي بالنا من كل حاجة، رغم الظروف اللي إحنا فيها"، موجها كلامه لوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار.
وكان لافتا أن السيسي لجأ إلى التهكم من رئيس حكومته إبراهيم محلب. وخاطبه بالقول: "وعدتني أن تكون بلدوزر يفتح الطريق.. فين البلدوزر ده؟!.
وخاطب وزراءه بقوله: "اللي أقولكم عليه اعملوه، ومحدش يقولي أجيب الفلوس منين.. لازم تتصرفوا".
وانتقد أداء حكومته فيما يتعلق بتطوير ورفع كفاءة مطار القاهرة الدولي، قائلا: "أنزل المطار خلال الفترة الأخيرة ألقى "كوهن" (قطع قماش بالية) ومهملات والشغل ماشي بشكل غريب، وقلت للرقابة الإدارية تدخل تشوف الحاجات دي فيها إيه؟ وتكتب تقرير كامل، المطار دا لازم يبقى زي الساعة، ومفيش حاجة مرمية على جنب".
كما انتقد أداء حكومته فيما يتعلق بمشروع حفر 4 آلاف بئر جوفي لخدمة التنمية واستزراع 4 ملايين فدان خلال الفترة المقبلة، قائلا: "هو إحنا مش عارفين نعمل 4 آلاف بئر جوفي عشان نزرع المليون فدان الأولى؟!"
ووجه حواره لوزير البترول:" يا باشمهندس شريف.. قلت إنك هتجيب المعدات، ونخلص شغل خلال عامين، ولكن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن".
وأضاف: "كان ممكن نعلن عن توزيع 4 ملايين فدان بسهولة، ولكن اتخذنا الطريق الصعبة، من خلال إيجاد نموذج يتم تفعيله في كافة المواقع، سيتم افتتاحه قريبا، كما في مشروع الفرافرة الذي تم افتتاحه اليوم".
وتابع: "بعد فترة وجيزة، كل جنيه فيكي يا مصر هبقى عارف هو فين، وهحاسب عليه"!
كما طالب حكومته ووزير الكهرباء بعدم الاقتراب نهائيا من الشرائح الثلاث الأولى في منظومة استهلاك الكهرباء، مؤكدا ضرورة تحمل الدولة أعباءها تجاه الفئات الفقيرة محدودة الدخل، وفق قوله.
واستطرد: "يجب أن يتم تحميل أي زيادات جديدة في فاتورة استهلاك الكهرباء على الشرائح العليا، حماية لمحدودي الدخل، وترسيخا لمبدأ التكافل الاجتماعي".
كما أكد السيسي استعداده للمحاسبة من المواطنين على المسؤولية التي حملوه إياها منذ انتخابه رئيسا للجمهورية حتى اليوم، خاصة أنه كان قد صارح القوى السياسية كافة حينئذ، بالتحديات التي تحيط بمصر، بحسب قوله .
وافتتح السيسي الأحد 39 مشروعا جديدا نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارات النقل والزراعة والموارد المائية والري، بتكلفة 5 مليارات و884 مليون جنيه، وتضمنت إنشاء وتطوير عدد من المحاور والطرق والكباري والأعمال الصناعية على المزلقانات الأكثر خطورة بعدد من المحافظات، ومركزين لعلاج الأورام، ومحطات لتحلية مياه الشرب، وميناء بدر الجاف، وميناء إدكو البحري، وشون لتخزين الغلال، واستصلاح عشرة آلاف فدان بالفرافرة، ومصنع لإنتاج الفوسفات.
مفاجآت المعارضين يوم التنصيب.. وتشديد أمني
في سياق متصل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وحركة شباب 6 أبريل والاشتراكيون الثوريون وحركة بداية، لتنظيم فاعليات واسعة، الاثنين، قالوا إنها ستتضمن مفاجآت في ذكرى تنصيب السيسي.
وقالت حركات طلابية تابعة للإخوان، إنها تجهز لفاعليات، الاثنين، تحت شعار "يومكم أسود" متوعدة بمزيد من المظاهرات خلال هذا اليوم، فيما قالت مصادر مقربة من الإخوان، إن الجماعة تجهز لمسيرات مفاجئة في عدد من الميادين الحيوية.
في المقابل، هدد مصدر بوزارة الداخلية بأنه سيتم التعامل بحسم وقوة مع أي خروج عن القانون أو هتك لقانون التظاهر أو الإضرار بمصالح البلد ، بشأن دعوات التظاهر الاثنين، على حد قوله.
وأضاف المصدر -في تصريحات صحفية الأحد- أن أجهزة الأمن تعزز من خدماتها الأمنية على المنشآت الحكومية ومباني الشرطة وفي الميادين العامة، لمنع الزحف إليها واحتلالها وتعطيل حركة المرور، مضيفا أن أجهزة الأمن تنشر قواتها داخل وسائل المواصلات والقطارات ومحطات مترو الأنفاق .
المؤيدون لن يحتفلوا.. واكتفاء بدعاية الاستطلاعات والإنجازات
من جهتهم، تراجع مؤيدو السيسي عن تنظيم أي احتفالات في ذكرى تنصيبه.
وقال المتحدث باسم حركة "تمرد 25 - 30"، إن الحركة أكدت عدم تنظيم أي فاعليات أو احتفالات بالتزامن مع الذكرى الأولى لتنصيب السيسي رئيسا للجمهورية.
وزعم أن القرار جاء رغبة في تفويت الفرصة على عناصر الجماعة الإرهابية (يقصد: الإخوان)، لاستغلال الاحتفال والاندساس وسطهم لتعكير صفوه، بحسب قوله.
على صعيد متصل، زعم استطلاع أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" (القريب من المخابرات المصرية)، أن 85 بالمائة من المصريين موافقون على أداء السيسي، بعد مرور عام على توليه الرئاسة.(!)
من جهتها، ذكرت صحيفة "الوطن"، الداعمة للانقلاب، أن "الأنشطة غير النمطية للرئيس"، خلال عام حكمه الأول، تضمنت تبرع السيسي بنصف راتبه وثروته لصندوق "تحيا مصر"، وكذلك أول مداخلة هاتفية للرئيس، وحضور افتتاح الدورة الثامنة للألعاب الإقليمية للأوليمبياد الخاصة، وزيارته لفتاة التحرير التي تعرضت للتحرش، والاشتراك في ماراثون الدراجات.