نشرت صحيفة "لاكسبراس" الفرنسية، تقريرا على هامش اجتماع
التحالف الدولي ضد
تنظيم الدولة في باريس، أوردت فيه ما اعتبرته أخطاء وقع فيها الرئيس الأمريكي باراك
أوباما، عند تقديره للموقف في
سوريا والعراق، وعند إدلائه بالتصريحات، موضحة أن هذه الأخطاء ساعدت تنظيم الدولة على تحقيق نجاحاته في كلا البلدين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إن إدارة باراك أوباما كانت قد تأخرت في الانتباه لخطر تنظيم الدولة، وأخطأت أيضا في تقدير قدراته، مستعرضة خمسة تصريحات للرئيس الأمريكي تثبت فشل استراتيجيته في التعاطي مع التنظيم.
وأضافت أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يجتمع اليوم الأربعاء في باريس، للتباحث في سبل إرساء استراتيجية جديدة في مواجهة تنظيم الدولة، ما يثبت فشل الاستراتيجية الأولى الذي يتحمل أوباما مسؤوليته.
وأشارت إلى تصريح أوباما لإحدى الصحف المحلية في 7 كانون الثاني/ يناير 2014، الذي استخف فيه بقدرات تنظيم الدولة بالعراق والشام، معتبرا إياه مجرد مجموعة من الشباب الهواة، ومعلنا بسخرية أن ارتداء مجموعة من الشباب لقميص فريق محترف في كرة السلة لا يعني تحولهم لنجوم في هذه اللعبة. وهو ما دفع الصحفي المحاور لتنبيه أوباما إلى نجاح هؤلاء الهواة في السيطرة على الفلوجة، ولكن أوباما تمسك بموقفه الذي يقلل من شأن هذا التنظيم.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى اعتراف الرئيس الأمريكي في الثامن من آب/ أغسطس الماضي، بعدم امتلاك الولايات المتحدة لاستراتيجية واضحة في حربها على تنظيم الدولة، ما أدى إلى الامتناع عن الاجتياح البري والاكتفاء بالقصف الجوي. وأتى ذلك بعد أن انتبهت الإدارة الأمريكية، بصفة متأخرة، إلى جدية التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة إثر إعلانه عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة" تحت إمرة أبي بكر البغدادي.
ونوهت إلى تصريح لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، قال فيه إن التنظيم يتعدى كونه مجرد "جماعة إرهابية"، فهو "يمتلك عقلية عسكرية، ويتمتع بتمويل قوي"، مشيرة إلى أن هذا التصريح كان قد تلا إقدام عناصر تنظيم الدولة على ذبح الرهينة الأمريكي جيمس فولي.
وذكّرت الصحيفة بإعلان باراك أوباما، في ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، عن خطته التي أسماها "تدمير تنظيم الدولة"، عبر توسيع مجال القصف الجوي وملاحقة التنظيم أينما كان؛ حيث تم إرسال 475 مستشارا عسكريا إضافيا إلى
العراق؛ لتدريب القوات العراقية والكردية، فضلا عن تمويل الجيش الوطني الحر، وتكوين تحالف دولي مع دول غربية وأخرى عربية، مثل المملكة العربية السعودية، ومصر.
لكن هذه المحاولة لم تحقق النجاعة المنشودة، بحسب الصحيفة، حيث اتُّهِمَ الجيش العراقي بالتخاذل، وفشل هذا التحالف غير المتجانس في تنسيق الجهود بين أعضائه، في حين سعت المملكة العربية السعودية، باعتبارها القوة السنية البارزة، لتوسيع نفوذها بالمنطقة، وغابت إيران عن التحالف، على الرغم من كونها أحد أهم أعداء تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى تأكيد الرئيس الأمريكي على الهزيمة الحتمية لتنظيم الدولة، حيث كان قد طلب من الكونغرس في 11 شباط/ فبراير 2015، تمديد فترة التدخل العسكري في سوريا والعراق لثلاث سنوات إضافية، مبديا "ثقة عمياء"، ومقترحا إرسال قوات خاصة، مع الامتناع عن الشروع في اجتياح عسكري.
وتابعت الصحيفة: "غير أن هذه الإيجابية اصطدمت نهاية آذار/ مارس الماضي بنجاح تنظيم الدولة في السيطرة على تكريت، الأمر الذي اعتبره وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر صفعة قوية".
وقالت إن أوباما أصرّ، في مقابلة مع صحيفة محلية، على أن تنظيم الدولة قد ضعف بالفعل، معترفا في الوقت ذاته بضرورة القيام بمراجعات بشأن التحالف الدولي، لافتة إلى أن هذا التصريح كان قد تلا نجاح تنظيم الدولة في السيطرة على كل من الرمادي بالعراق وتدمر في سوريا.
وخلصت الصحيفة إلى أن نظرة الرئيس الأمريكي وتحليله للوضع؛ يبدو متفائلا جدا، على الرغم من النجاحات التي أحرزها تنظيم الدولة مؤخرا، في انتظار تأكيد ذلك أو نفيه من خلال ما سيسفر عنه
اجتماع باريس.