حمل أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة في جرود عرسال الحدودية حزب الله المسؤولية عن حياة أبناءهم في ظل الحديث عن عملية عسكرية أطلقها الحزب ضد مجموعات مسلحة مؤيدة للثورة السورية.
الأهالي وإن عبروا عن اطمئنانهم لدخول الجيش إلى مناطق في عرسال، إلا أنهم صعدوا من خطواتهم الاحتجاجية تنديدا بتعاطي الحكومة مع الأزمة، حيث قاموا ظهر السبت بإقفال الطريق التي فتحت منذ يومين أمام مقر السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح وسط بيروت.
تطورات إيجابية!
هذا التصعيد تزامن مع تقارير نشرتها وسائل إعلام لبنانية محسوبة على فريق الثامن من آذار الذي يتزعمه حزب الله، تحدثت فيها عن "أجواء إيجابية في المفاوضات التي يديرها الموفد القطري"، ووصل الحد في صحيفة الأخبار الممولة من حزب الله إلى القول إن "الصيغة النهائية للاتفاق أنجزت".
الحديث عن التطورات الإيجابية قابله أهالي العسكريين بالرفض ووضعوه في إطار "محاولات تهدئة الأهالي ومنعهم من التصعيد"، وفق ما تقول ماري خوري شقيقة العسكري المخطوف جورج خوري.
وتقول خوري في حديث لصحيفة "عربي21" إن "الحديث تطورات إيجابية في ملف العسكريين على لسان المسؤولين عار عن الصحة وهو لتهدئة الأهالي ومنعهم من أي تصعيد"، لافتتة إلى "أننا وللأسف في فترة معنية صدقناهم (...) هذا استهتار بعقول أهالي والمجتمع اللبناني بشكل كامل".
ونفت خوري "وجود أي اتصال بين العسكريين وذويهم منذ ثمانية أشهر"، محملة مسؤولية "أي خطر قد يطال العسكريين في عرسال لمن يقوم بعملية عسكرية في إشارة الى حزب الله"، موجهة رسالة بالقول:"من يفكر بعملية عسكرية إن كان قادرا على تحمل دماء الشهداء من العسكريين فليقم بها".
وأشارت خوري إلى أن "دخول الجيش لعرسال شكل رسالة اطمئنان للأهالي، فالجيش دخل إلى منطقة لبنانية لحمي حدوده كباقي المناطق اللبنانية، ونحن لا نريد إلا الجيش فقط ليقوم بهذه المهمة".
حزب الله مسؤول
المخاوف على مصير العسكريين عبر عنها كذلك، نظام مغيط، شقيق العسكري المختطف إبراهيم مغيط، والذي قال إن "أهالي العسكريين يستشعرون الخطر على حياة أبناءهم في ظل العمليات العسكرية"، مضيفا أن الخشية تكمن في أن تؤثر سلبيا على المفاوضات.
وأشار مغيط في تصريح لصحيفة "عربي21" إلى أن "التواصل مع الجيش اللبناني بخصوص الأوضاع في عرسال وتأثير العمليات على ملف العسكريين مفتوح، مستدركا "لكن لا علم لنا بتفاصيل العملية العسكرية وهي ليست بيد الدولة اللبنانية".
ووجه مغيط اتهاما مباشرا لحزب الله بتهديد مصير العسكريين من خلال إطلاقه العملة العسكرية في عرسال، وقال: "الدولة ليست مسؤولة عن ما يجري، وما يجري هو بيد حزب الله وعندما نراجع المسؤولين بهذا الخوص يقولون لنا هذا شأن الحزب ولا دخل لنا فيما يجري؟".
وتابع: "حزب الله أقدم على خطوة المغامرة هذه وهو يظن أنه هو الدولة وأنه هو المكلف بحماية حدودها بالقوة دون أن يطلب منه شيء".
وانتقد مغيط التعاطي الحكومي في ملف عرسال، وقال إن الحكومة "مطلوب أن تتحرك بأسرع من ذلك وأن تمنع أي عملية عسكرية تهدد حياة العسكريين، ورسالتنا لها حرروا العسكريين ومن ثم افعلوا أي شيء تريدونه".