قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، إن أمام
تنظيم الدولة فيما يخص خطواته القادمة، وفي إطار تزايد قوته أربعة خيارات وهي؛ التمدد غرب بغداد، أو في اتجاه الشمال نحو إقليم كردستان، أو التمدد أكثر في
سوريا، أو في اتجاه الأردن ومنها إلى السعودية.
وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة نجح، في الأونة الأخيرة، في مراكمة انجازات جغرافية ذات أهمية كبيرة، وأضافت أن هذه الانجازات ستؤدي إلى سيطرة التنظيم على مساحة واسعة.
وبينت الصحيفة أن جهد التنظيم الطبيعي القادم يصب في اتجاه بغداد من أجل "تعزيز السيطرة على كل مناطق غرب العاصمة
العراقية".
وأشارت إلى أن هدف التنظيم "سيكون المس بصورة شديدة بقدرة عمل الحكومة الشيعية في المناطق السنية التي احتلها التنظيم حتى الآن، وحتى التسبب بالانهيار الكامل للنظام الحالي في العراق".
وذكرت الصحيفة أن التنظيم إذا نجح في الاقترب من مناطق مكتظة بالشيعة "، ومناطق مقدسة جدا بالنسبة لهم"؛ فإن ذلك سيضع إيران أمام قرار صعب؛ هل ستتدخل عسكريا بشكل مباشر؟
وقالت إن تنظيم الدولة في العراق يملك إمكانية التوجه شمالا نحو إقليم كردستان. وزادت أنه إذا "نجح في السيطرة على المناطق التي منها يستخرج الاكراد النفط، فإنه سيحظى بنجاح كبير يُمكنه من إدارة دولة ستخلق ضغط كبير على تركيا".
وتطرقت الصحيفة إلى خيار آخر متاح أمام التنظيم، وهو "تعزيز سيطرته في شمال سوريا، أي الوصول إلى السيطرة على حلب وحمص"، ووصفت ذلك بالمخطط الطموح "ناحية مصير المجال الجغرافي"، وتوقعت أن يؤدي ذلك إلى "تغيير دراماتي في مكانة الأسد، وتجبر حزب الله في مدّ قواته على مساحات أطول".
ومضت قائلة إن إيران وحزب الله، في هذه الحالة، سيعملان كل ما في استطاعتهما لمنع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الكاملة على المناطق العلوية أو الشيعية، لأنه بالنسبة لهما هذا يعتبر تهديدا وجوديا، إذا وصل إليه تنظيم الدولة؛ فإنه سيدمرهما جميعا هناك.
أما الخيار الرابع للتنظيم، حسب الصحيفة، هو توجيه تنظيم الدولة لجهوده نحو عمان، لأن كل سكان الأردن سنة، لكن الصحيفة ترى بأن هذا الخيار يبدو أقل جاذبية في الوقت الحالي، لكنه غير مستبعد.
وبين مقال الصحيفة أن "التنظيم يمكنه التقدير أنه في مواجهة الأردن سيسهل عليه العمل، وإذا نجح في ذلك فستمهد له الطريق نحو السعودية، جوهرة تاج العالم الإسلامي".
وقالت إن "السعودية هي الهدف الذي يحلم به كل من يتحدث عن الخلافة الإسلامية، لأنها توجد بها المدينتين المقدستين لكل مسلم".
وإذا اتخد التنظيم هذا القرار، تقول الصحيفة، فإنه يمكن "أن يدمج عملية عسكرية مع محاولة للتأثير على المملكة من الداخل من خلال استخدام المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت في الأردن إزاء هرب اللاجئين من سوريا إلى الأردن".
واستدركت الصحيفة أن "نجاح التنظيم في الأردن يبدو اليوم بعيد جدا. لأن جيشه بخلافا جيشي العراق وسوريا، فهو جيش مهني وجدي. وهذه العملية تحظى بشرعية، وحتى بشعبية كبيرة في أوساط الأردنيين. فالأردن ليس صيدا سهلا، وبالتأكيد أنه سيحظى بالمساعدة من كل من يهمهم استقرار المملكة".
وخلصت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الهدف الذي وضعته الإدارة الأمريكية المتمثل في تدمير تنظيم الدولة لم يتحقق، بل على العكس من ذلك "تعزز ووسع سيطرته منذ أن شنت عليه
الولايات المتحدة الحرب".