استنكرت رابطة علماء الأردن السماح لندوة أقامتها الجمعية العالمية لحقوق المتحولين جنسيا والحرية الجنسية في اليوم العالمي ضد كراهية المثليين، في العاصمة عمّان، ولقيت الفعالية استهجانا شعبيا.
وكانت مجلة "MY.KALI" المهتمة بشؤون الحريات العامة والمثليين جنسيا، نشرت أن ناشطين أردنيين شاركوا في الندوة، التي علقت عليها رابطة علماء الأردن بالقول، إنها تهدد السلم المجتمعي والأمن والاستقرار، وفق بيان لها وصل "عربي21" نسخة منه.
وقال رئيس الرابطة، عبد الرحمن الكيلاني، في البيان، إن الرابطة "تستنكر تلك الممارسات الأخلاقية الشاذة التي تتنافى مع شريعتنا الإسلامية، وتتصادم مع استقلالنا الثقافي والحضاري والأخلاقي"، واصفا الاجتماع بـ"المشبوه"، الذي حظي بـ"مباركة من بعض سفراء الدول الأجنبية، والنشطاء الأردنيين".
وشاركت السفيرة الأمريكية في الأردن، أليس ويلز، وقامت بزيارة للندوة "دعما للمجتمعين"، ونقلت كلام هيلاري كلينتون: "حقوق المثليين هي حقوق الإنسان، وحقوق الإنسان هي حقوق المثليين".
وقال البيان إن ما حصل "شكل من أشكال محاربة الله ورسوله، وصورة من صور الإفساد في الأرض، وفيه اعتداء صارخ على قيم المجتمع الأردني وأخلاقه ونظامه العام، وتهديدا لأمنه واستقراره وسلمه الأهلي، ودعوة واضحة لنشر الفاحشة والرذيلة في المجتمع، لا سيّما وأنها أفعال مجرمة بنص القوانين والتشريعات الأردنية"، وفق البيان.
وأضافت الرابطة: "إذا كانت التشريعات الأردنية لا تقبل ممارسة خيانة الوطن والتعامل مع الأجنبي تحت غطاء ممارسة الحرية الشخصية، فإنه لا يقبل أيضا خيانة القيم والأخلاق وممارسة الشذوذ الجنسي تحت غطاء الحرية الشخصية، فالحرية الشخصية مصونة ومحترمة، ولكن بما لا يخالف النظام العام الذي يقوم على أساس مراعاة أخلاق المجتمع وقيمه وثقافته، التي ينتمي إليها".
وأوضحت أن "خيانة أخلاق المجتمع هي جزء من خيانة الوطن والتآمر عليه".
ودعت الرابطة المؤسسات الرسمية والأهلية وجميع القوى الفاعلة في المجتمع الأردني للتصدي "لمثل هذه الممارسات الشاذة"، مطالبة الأجهزة الأمنية بأن تقوم بدورها المعهود والمنشود "في التعامل بحزم وقوة مع دعاة الشذوذ والرذيلة، الذين يريدون أن يزعزعوا منظومة أخلاقنا وقيمنا الأصيلة، وأن ينشروا العهر والفساد في أردن الطهر والكرامة"، على حد تعبيرها.
ووصفت الداعين إلى مثل هذه الأنشطة بأنهم "أشد فسادا وفتنة وخطرا من دعاة التكفير، ومثلما يجب التصدي لظاهرة الغلو والتطرف، فكذلك يجب التصدي لظاهرة الفساد والتحلل".
مخاطر دعم المثلية الجنسية
وعلّق الدكتور عبد الحميد القضاة وهو خبير الأمراض المنقولة جنسيا والإيدز، في تصريح لـ"عربي21"، الثلاثاء، بالقول إن الشذوذ الجنسي يساهم في انتشار الأمراض المنقولة جنسيا، وقال: "بصفتي أقود مشروعا لوقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا، فإنني أعرف دور الشذوذ الجنسي في انتشارها. وليس أدل على ذلك من التقارير التي صدرت من مركز مراقبة الأوبئة في أطلنطا في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC)".
وكشف أحد هذه التقارير أن 70% من الذين أصيبوا بالإيدز كان بسبب الشذوذ الجنسي، وصدر تقرير آخر مفاده أن 3% من سكان واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية من الذين تجاوزت أعمارهم 12 عاما مصابون بهذا الفيروس الخطير، والأهم من ذلك وفق القضاة، أن تقريرا للمركز ذاته بيّن أن السبب الرئيس في هذا الانتشار للإيدز بشكل مخيف هو الشذوذ الجنسي، وأن أكثر الأمراض المنقولة جنسيا من حيث الأنواع وعدد الإصابات وسرعة الانتشار، هي أكثر ما تكون بين الشاذين .
وأضاف أن حماية هذه الممارسات المحرمة الخطيرة المدمرة تحت أي ذريعة مهما كانت، وتغطيتها بالقانون بجمعية خاصة، "هي جريمة نكراء بحق الدين والمجتمع والجيل، وفوق ذلك مجلبة لغضب الله وعقوبته العاجلة والآجلة".
وقال القضاة وهو المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والإيدز، إن السكوت على هذه الفعاليات "استحلال للحرام، واستجلاب للدمار"، مبديا استنكاره لما حدث، واحتجاجه على من سمح بإقامة الفعالية، وتحذيره من العواقب الوخيمة.
رفض شعبي
وقالت المجلة التي كشفت عن الاجتماع والاحتفالية إن الاجتماع الذي أقيم في السادس عشر من الشهر الجاري، شارك فيه "حشد صغير من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمانا بالنسبة للمثليين في الأردن"، على حد قولها.
وتناولت "
عربي21" الموضوع حينها، ولقي هذا الاجتماع رفضا شعبيا واسعا من قبل الأردنيين، الذين عبروا عن استهجانهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن موقع مجلة "MY.KALI"سحب تقريره، وحذف صور المشاركين والسفيرة الأمريكية، التي شاركت في الاجتماع بشكل مفاجئ، ما يشير إلى محاولة رفع الحرج عن السفيرة، وفق نشطاء.
وقالت المجلة في بيان لها إن الندوة لم تكن حصرا على المثليين أو متحولي الجنس، بل كان أغلبية الحضور من المتضامنين مع "الحرية الجنسية"، لمناقشة الوضع القانوني و الوضع الاجتماعي للمثليين في الأردن.
وحضر الندوة مشاركون من عدة سفارات دول أوروبية، من ضمنهم السفارة الأمريكية بصورة غير رسمية، وفق المجلة ذاتها.
وهذا اللقاء ليس الأول من نوعه، لكنه هذا العام تميز بحضور
السفيرة الأمريكية، أليس جي ويلز.
يشار إلى أن الندوة تمت بتنظيم من قبل جماعة أردنية تدعى "AWN"، التي تطالب بحماية المثليين في الأردن.
يذكر أن هناك توجهات عالمية تحذر من الشذوذ الجنسي، وقد وضع الأردن برامج تحذيرية وإرشادية للحد من هذه الظاهرة، التي حرمت شرعا، لما تشكله من خطورة كبيرة على المجتمعات من انتشار للرذيلة والأمراض والفساد، وفق القضاة.