ذكرت مصادر محلية عراقية أن مليشيا شيعية اغتالت شيخا قبليا مكلفا بالعمل على ملف إعادة
النازحين من محافظة
صلاح الدين، وذلك أثناء سفره إلى العاصمة بغداد من أجل استكمال الموافقات الأمنية على قائمة مؤلفة من 400 عائلة نازحة من محافظة صلاح الدين ومستقرة حاليا في مدينة كركوك وإقليم كردستان شمال
العراق.
وقال مصدر من قبيلة الصميدع التي تنتشر في محافظة صلاح الدين؛ إن شيخهم عبد القادر عبد الرزاق
الصميدعي (أبو عمر) تم اغتياله الأحد؛ بواسطة مليشيا شيعية متمركزة على مشارف قضاء الضلوعة، جنوب تكريت"، مضيفا أن وساطات كثيرة تم الاستعانة بها من أجل أسترداد جثة الشيخ الصميدعي.
وأضاف المصدر، في تصريح خاص لـــ"
عربي21"، أن الشيخ عبد القادر الصميدعي كان مسافرا إلى العاصمة بغداد من أجل الحصول على الموافقات، والإدارية اللازمة لإعادة 400 عائلة نازحة من محافظة صلاح الدين، ومستقرة حاليا في محافظة كركوك، ومناطق في إقليم كردستان، مبينا أن المغدور تطوع للقيام بهذا العمل من أجل وضع حد للمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها أبناء محافظة صلاح الدين جراء السكن في مخيمات النازحين.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين توصلت إلى اتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد ووزارة الدفاع يقضي بإعادة النازحين إلى محافظة صلاح الدين، وذلك بتوزيع استمارة أمنية يتم تعبئتها من قبل رب الأسرة الراغبة بالعودة، على أن يتم تدقيق الاستمارة من الأجهزة الأمنية المختصة في بغداد قبل الموافقة عليها.
وأشار إلى أن الشيخ الصميدعي عمل على تجميع وتنسيق 400 استمارة خاصة بتلك العائلات، وتوجه بها إلى العاصمة بغداد، قبل أن يتم توقيفه من قبل نقطة أمنية تابعة للمليشيا التي أطلقت النار عليه فور معرفتها بطبيعة المهمة التي يقوم بها.
ولفت المصدر إلى أن
مليشيات الحشد الشعبي كانت تعارض أي خطوة حكومية تجاه إعادة النازحين إلى محافظة صلاح الدين، وصرحت في أكثر من مناسبة بأنها لن تسمح بعودة أي شخص لعموم محافظة صلاح الدين، ومدينة تكريت على وجه الخصوص.
وكانت مصادر مطلعة قد أكدت في وقت سابق تقديم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مقترحا ينص على تمليك منطقة القصور الرئاسية في مدينة تكريت لعائلات حادثة معسكر سبايكر الذين قتلوا على أيدي عناصر تنظيم الدولة، الأمر الذي اعتبره سكان المحافظة إعلانا رسميا عن تغيير ديموغرافي كامل يطال المحافظة ذات الأغلبية السنية.
وتمكنت مليشيا الحشد الشيعي، مسنودة بقوات الجيش العراقي والمستشارين الأجانب وسلاح الجو الأمريكي، من استعادة السيطرة على مدينة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، بعد قتال دام عدة أيام مع تنظيم الدولة الذي لا زال يفرض سيطرته على مناطق أخرى من المحافظة، ومن ضمنها أجزاء واسعة من مصفى بيجي الذي يعد الأكبر في العراق.