لقي 35 مدنيا حتفهم خلال الساعات الماضية بعيد استهداف طيران النظام الحربي السوق التجاري وسط مدينة
دركوش التي تبعد عن الحدود التركية فقط كيلو متر واحد، وعن مدينة
جسر الشغور 25 كيلو متر.
وخلفت عملية القصف حالة من الهلع السكان المدنيين في المدينة، التي تعتبر صلة الوصل ما بين ريفي إدلب الشرقي والغربي، ويبلغ سكانها في الوقت الراهن وفق إحصاءات غير رسمية أكثر من 40 ألف نسمة.
وقال طارق عبد الحق ناشط من المنطقة في تصريح خاص لصحيفة "عربي 21": "يعمد النظام إلى تهجير المدنيين من المدينة التي تحوي آلاف النازحين القادمين من جسر الشغور مؤخرا"، واصفا المجزرة التي حصلت بـ"الوحشية المفرطة، والهدف منها تدمير وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين".
ثلاثة صواريخ فراغية أطلقتها طائرات النظام كانت كفيلة بتدمير جامع الروضة وسط السوق التجاري، وتحويل المكان إلى كتلة من الدمار والنار الملتهبة، ولم يستطع أي من أبناء المنطقة فعل أي شيء حيال هذه المجزرة".
وقال ناشطون من أبناء المدينة أن جميع السكان كانوا يبكون ويشتمون بشار الأسد وميليشياته، وأن أشلاء العشرات من النساء والأطفال تملأ المكان.
قرب المدينة من الحدود التركية لم يشفع لها من القصف، ولم يجعل سكانها ينعمون بنوع من الأمان، وأكد طارق عبد الحق أن "هذه المجزرة هي الثانية خلال 20 يوما فقط، وفي المجزرة الأولى كان أكثر من 60 قتيلا جلهم من المدنيين ممن كانوا في السوق التجاري للمدينة".
وأكد أحد القادة الميدانيين أنهم لم يروا الطائرة التي أطلقت الصواريخ فقط سمعوا صوتها، ولا يملكون أي أسلحة نوعية تمكنهم من التصدي لها ومنع المجازر، معترفا بعجز قوات المعارضة على منع هذه المجزرة لأن
الصواريخ الفراغية التي أطلقتها طائرات النظام كانت موجهة.
عادة ما يكون سوق المدينة مزدحمة في أوقات الظهيرة، كونها السوق الوحيد في المنطقة، ويؤمها أبناء القرى المجاورة للتسوق وشراء البضائع، إلا أن السوق تحولت إلى ركام.
وجرى تشيع العديد من الضحايا إلى المقابر خارج المدينة وسط خشية المشيعين من تكرار المجزرة, ووضعت جثث الضحايا بأكياس سوداء وضعها أبناء المدينة بجانب بعضها البعض، فيما توقفت الحركة في المدينة تماما.
وحاولت فرق الدفاع المدني البحث عن ناجين إلا أن ضخامة التفجيرات وشدة القصف جعلت مهمتها شبه مستحيلة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 40 جريحا معظمهم من المدنيين الذين نقلوا إلى المشافي الميدانية المجاورة بعد عجز المشفى الميداني في المدينة عن استقبال الجرحى.