تشن فصائل الثوار السوريين، هجوما عنيفا على مدينة
جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة
إدلب، محرزة تقدما على الأرض، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وتملك جسر الشغور أهمية استراتيجية، إذ إنها قريبة جدا من الحدود التركية، وتقع على الطريق العام الذي يصل إلى محافظة اللاذقية، منطقة النفوذ القوي لنظام الرئيس بشار الأسد.
بخصوص ذلك، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنه "تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط مدينة جسر الشغور"، مشيرا إلى تقدم للمقاتلين.
وأوضح المرصد أن العمليات العسكرية، تحت مسمى "معركة النصر"، بدأت الخميس، في حين قامت
جبهة النصرة بعدد من الانغماسيين الذين فجروا أنفسهم في حواجز لقوات النظام، ما لبثوا أن تقدموا إليها، مشيرا إلى "تمكن مقاتلي الفصائل الإسلامية من السيطرة على حاجز تل حمكة الاستراتيجي وقطع طريق جسر الشغور - أريحا".
وفي حال سقوط جسر الشغور، سيقتصر وجود قوات النظام في محافظة إدلب على بلدتي أريحا والمسطومة، على بعد 25 كلم من جسر الشغور.
وكان المقاتلون تمكنوا الخميس وخلال ساعات الليل الماضي من السيطرة على عدد من الحواجز الأخرى في المنطقة، في حين تسببت المعارك بمقتل 13 مقاتلا من الكتائب والنصرة وعشرة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.
ونشرت جبهة النصرة على أحد حساباتها الرسمية على موقع تويتر، صورا وأشرطة فيديو، قالت إنها من "معركة النصر داخل جسر الشغور"، مشيرة إلى "انطلاق سرايا الاقتحام لمؤازرة الانغماسيين المشتبكين مع الجيش والشبيحة" داخل المدينة.
وتحولت جسر الشغور عمليا إلى مركز إداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 آذار/ مارس من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم لـ "جيش الفتح" الذي تألف قبل "غزوة إدلب" كما أسماها.
وسيشكل سقوط جسر الشغور، في حال حصل، ضربة كبيرة للنظام، بحسب الخبير في الشؤون السورية تشارلز ليستر في مركز بروكينغز للأبحاث، الذي قال إن سيطرة مقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة على المدينة سيجعل الطريق مفتوحا أمام شن هجمات على مناطق في اللاذقية، وأن هذا "سيكون خطيرا جدا على النظام".
وبحسب موقع الدرر الشامية، الذي يرصد الأحداث العسكرية في
سوريا، فإن مقاتلي معركة النصر تمكنوا من قطع الطريق بين جسر الشغور ومدينة أريحا، الواقعتين في ريف إدلب الغربي، بعد السيطرة على حاجز تل حمكة، فيما ازدادت حدة الاشتباكات على حواجز المنطار والزهور وفريكة، بهدف إحكام السيطرة أكثر على الشريان الوحيد لقوات الأسد في محافظة إدلب.
وأضاف الموقع أن الثوار تمكنوا من تدمير عدد من الآليات على حاجز المنطار والزهور، في حين حشدت ميليشيات الأسد قواتها في قرية جورين بسهل الغاب ومدينة أريحا، بهدف الضغط واستعادة طريق الإمداد الوحيد لقواعد قوات الأسد المتبقية في ريف إدلب الشرقي والغربي.
معركة معسكر القرميد
إلى هذا، بدأت غرفة عمليات جيش الفتح، التي حررت مدينة إدلب والمشكلة من جبهة النصرة وفصائل إسلامية أبرزها أحرار الشام، هجوما على قاعدة "معسكر القرميد" الواقعة على طريق حلب - اللاذقية ، بمحاذاة مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، وهي من أقدم قواعد قوات الأسد في المحافظة، التي يعتمد عليها بشكل أساسي في التغطية النارية على القرى والبلدات المحررة.
وأكد موقع الدرر الشامية افتتاح جبهة النصرة للمعركة بعربة مصفحة مفخخة استطاع السائق ركنها في مدخل المعسكر وتفجيرها عن بُعد، ليتمكن بعدها المقاتلون من إحكام السيطرة على تل آسفن المقابل للقرميد، ومعمل البطاطا، ومعمل المخلل، والحوش، بينما تتركز الاشتباكات على حاجز البيوت، والكازية والأطراف الشرقية للمعسكر.
معركة سهل الغاب
وعلى جبهة متصلة، قُتل عدد من عناصر نظام الأسد الجمعة، في هجومٍ شنَّه مقاتلو معركة "سهل الغاب" في ريف حماة الغربي، على حاجز فريكة، بصواريخ الكاتيوشا، حسبما أكد ناشطون لموقع الدرر الشامية.
وأفادت المصادر ذاتها أن الثوار تمكنوا من تدمير مدفع 23مم، عقب استهداف قوات الأسد المتمركزة على حاجز البحصة بسهل الغاب بصاروخ تاو بريف حماة الغربي.
هذا، وتداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إصابة الشيخ السعودي المعروف عبد الله المحيسني في معركة سهل الغاب، التي نشر منها آخر صورة له بين مجموعة من الثوار هناك الخميس.
وعلى وسم "#
اصابة_الشيخ_المحيسني"، تداول المغردون من داخل سوريا وخارجها خبر إصابة المحيسني، وكان أبرزهم أبو ماريا القحطاني، الذي دعا له "بالشفاء والثواب على البلاء، وأن يحفظه من الطغاة ومن الغلاة"، بإشارة إلى نظام بشار الأسد، وتنظيم الدولة الذي كان المحيسني من أبرز مهاجميه.
ويُذكر أن عددا من الفصائل الثورية أبرزها: حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة الشام، ولواء صقور الجبل، وتجمع صقور الغاب، وجبهة صمود، والفرقة الأولى الساحلية، وأجناد الشام أعلنت الأربعاء الماضي بدء معركة ضد مواقع قوات الأسد في منطقة سهل الغاب، لقطع طريق الإمداد إلى محافظة إدلب.