جاءت زيارة مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولاياتي إلى بيروت ودمشق بعد أيام قليلة على نجاح مقاتلي
حزب الله والجيش السوري في السيطرة على مرتفعات القلمون، وفي ظل الحديث عن تراجع الدعم الايراني للنظام السوري واستعداد
إيران للتخلي عن الرئيس
بشار الأسد في إطار مفاوضات إقليمية ودولية حول مختلف الملفات.
فما هي أبعاد زيارة الدبلوماسي الإيراني المحنّك علي أكبر ولاياتي إلى بيروت ودمشق؟ وماهي الرسائل التي حملها أو وجهها سواء للأطراف المحلية أو الاقليمية أو الدولية؟ وإلى أين تتجه الأوضاع في المرحلة المقبلة على صعيد الصراع السعودي – الإيراني؟ والملف النووي الايراني والمفاوضات مع أميركا والتطورات في المنطقة؟.
المتابعون لزيارة ولاياتي أشاروا إلى أنها هدفت لتوجيه عدة رسائل في هذه المرحلة الحساسة وفي ظل ما يجري من تطورات اقليمية ودولية:
أولا: إن إيران لن تتخلى عن الرئيس بشار الاسد والنظام السوري وإن كانت جاهزة للدخول في أية مفاوضات للبحث عن تسوية سياسية للوضع السوري أو الملفات الأخرى.
ثانيا: إن محور إيران – حزب الله –
سوريا- العراق ومن يدعمه من القوى الدولية لا يزال يتمتع بقدرات قتالية عالية وهو لن يتراجع عن خوض الصراع مهما اشتدت الضغوط العسكرية أو السياسية.
ثالثا: رغم الخلاف الشديد مع
السعودية والحملة القاسية التي شنت عليها من قبل إيران وحزب الله، فإن المجال لا يزال ممكنا لإطلاق حوار سعودي – إيراني لبحث كل القضايا وأن تركيا يمكن أن تلعب دورا أساسيا في إطلاق حوار إيراني – تركي- عربي حول كل الملفات العالقة.
رابعا: إن المفاوضات مع أميركا والدول الكبرى حول الملف النووي مستمرة وقد حققت تقدما كبيرا لكن المطلوب انتظار النتائج النهائية لأن كل الخيارات لا تزال مطروحة، لكن هذه المفاوضات لا علاقة حاليا بالملفات الاخرى لا على الصعيد اللبناني أو السوري أو العراقي.
خامسا: إن كل الخيارات والاحتمالات مطروحة على الطاولة في المرحلة القادمة وحتى الآن لم يتم حسم أي وضع والصراع مستمر على كل المحاور، وإن هناك علاقة مشتركة بين كل الملفات.
على ضوء هذه الزيارة وما أعلنه علي أكبر ولاياتي في بيروت ودمشق وما سبق أن أعلنه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بعد معركة القلمون، يبدو أن الصراع مستمر ومعركة القلمون ليست نهاية المطاف بل سنكون أمام معارك جديدة على صعيد المناطق الحدودية اللبنانية – السورية، ولا سيما في جرود عرسال، أو في محيط دمشق وريفها أو في داخل دمشق أو جنوب وشمال سوريا لأن كل الأطراف تسعى لتعزيز دورها ومواقعها بانتظار أن تحين اللحظة المناسبة للجلوس على طاولة المفاوضات.
وهذا الصراع مستمر أيضا في اليمن والعراق وليس هناك حلول سريعة لهذه الصراعات، ويبدو أن القوى الدولية وخصوصا أميركا غير مستعجلة لحسم هذه الصراعات والجلوس على طاولة المفاوضات حاليا لأن هذه الصراعات تساهم في إنهاك جميع القوى وتستنزف الجميع ولن يستطيع أحد حسم القتال مما سيساعد مستقبلا في فرض الحلول التي تناسب القوى الدولية وخصوصا أميركا التي تراقب الجميع وترسل الرسائل بكل الاتجاهات.
وبالنتيجة لا تزال مرحلة القتال والاستنزاف مستمرة وكل الأطراف الإقليمية والمحلية لا تزال قادرة على خوض الصراع والمعارك بانتظار وضوح الصورة على الصعيد الدولي ولا سيما لجهة الاتفاق حول الملف النووي الإيراني وقد جاءت نتائج القمة الأميركية – الخليجية في كامب دايفيد وما أعلنه الرئيس باراك أوباما عبر قناة العربية واضحة من أن المنطقة ستدخل بعد 30 حزيران (يونيو) مرحلة جديدة وأن على الجميع التكيف والاستعداد لهذه المرحلة.