كتب محمد بارلاس: إن الزمان يَمّر بلمح البصر، فبالأمس كنا نتحدّث عن اقتراب
انتخابات 7 حزيران/ يونيو المقبل، وإذ بنا ندخل العدّ عكسي وتفصلنا بضعة أيام عن ذلك اليوم. وبعد ذلك أيضا سوف نتحدّث عن الفائز بها ونتيجته.
وللحديث عن نتيجة الأجواء العامة المتوقّعة للانتخابات بعد السابع من حزيران/ يونيو، فقد أوضح لنا نائب رئيس حزب
العدالة والتنمية "بشير أطالاي" في إحدى وسائل الإعلام التركية مبديا توقّعاته وتحليله لما سيحدث فور انتهاء الاقتراع النيابي.
وللعلم، فإن أطالاي هو أكثر السياسيين المعروفين بالموضوعية والوسطية في الساحة السياسية لتركيا، حيث إنه أكد الفوز المحتوم لحزب العدالة والتنمية أولا، ثم تطرّق إلى مصير حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وقال: "في الحقيقة، إن وضع الشعوب الديمقراطي رمادي ومن غير الممكن التكهّن حول ما إذا كان سينجح في دخول مجلس الشعب أم لا. وأما بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومي، فلا تغيير يُذكر في وضعهما السياسي في
تركيا. وفي حقيقة الأمر، فإن الحزبين الأخيرين لا هدف لهما في الوصول إلى سدّة الحكم، فهما يعلمان جيّدا المنتصر، لكن هما يسعيان لدخول حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان ليشكّل عائقا أمام حزب العدالة والتنمية في تشريع الدستور الجديد.
"فنجاح حزب العدالة والتنمية بغالبية ساحقة في الانتخابات، يعني الذهاب إلى استفتاء للشعب، وسنفوّض الشعب وقتها، هل تريدون النظام الرئاسي لتركيا أم تفضّلون البقاء على النظام الوزاري؟".
وأفاد أطالاي بأن منافسهم الوحيد في المناطق الجنوبية والشرقية للبلاد ذا الأغلبية الكردية هو حزب الشعوب الديمقراطي. وأشار أطالاي، إلى أن أولوية حزبه الآن هي تشكيل الحكومة الجديدة بمفرده، دون اللجوء إلى حكومة ائتلافية.
من جهته، نوّه أطالاي إلى ضرورة التحرّك بالعقلانية في الانتخابات، مؤكّدا أن كل الدلالات تشير إلى فوز حزب العدالة والتنمية. وأضاف أن أي ردود فعل إيجابية بعد نهاية حملة أي حزب لا تتجاوز الاثنين بالمئة. ولذلك فإن علينا الاهتمام بالمنتخِب العقلاني لا العاطفي. وقال أطالاي، لا ننكر أن تركيا تعيش حالة
السياسة الأيديولوجية والمذهبية والعرقية. وهنا نرى أن حزب الشعب الجمهوري وضع سياسته الأيديولوجية في المرتبة الثانية، وقدّم عليه الاقتصاد في الوقت الحالي.
وأضاف أطالاي، أن كل حزب يمتلك طبقة ذات عقلية أيديولوجية من شريحة ناخبيه، لكن في النهاية، نجد أن المنتخِب العقلاني هو من يحدّد نتيجة الانتخابات. فالناخب العقلاني، يشاهد الحالة الاقتصادية وسير الاستقرار في البلاد، وهو يهتم بمستقبل أولاده ويقيّم رأيه الانتخابي وفق هذه الأولويات، ثم ينتخب ممثله في الانتخابات. قد نرى تشتّت الأفكار والآراء لدى شريحة واسعة من المجتمع، لكن كلما اقتربنا من زمن الاقتراع، فإنها تتشكّل الصورة النهائية في عقل الناخب لينتخب الحزب الأقرب إلى الواقع والعقل.
(عن جريدة "صباح" التركية - ترجمة: عربي21)