كتب ديفيد أغناتيوس: اختتمت لقاءات
أوباما مع قادة دول مجلس التعاون
الخليجي في منتجع
كامب ديفيد بتصريحات شديدة التفاؤل، وبتعهد أمريكي واضح بـ«ردع ومواجهة أي عدوان إيراني في المستقبل».
وصرح يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية لدى الولايات المتحدة، في اتصال هاتفي بأن «العلاقات الأمريكية - الخليجية ارتقت لمستوى أعلى»، وأن خطوة جديدة للأمام قد اتخذت في سبيل التعاون المشترك.
ورأى البعض انعقاد قمة كامب ديفيد كساحة لمواجهة محتملة، بعد شهور شهدت فيها علاقات الولايات المتحدة مع المملكة العربية
السعودية ودولة الإمارات العربية وغيرهما من دول الخليج تراجعا. إلا أن ما حدث هو العكس، حيث حصل العرب على ما أرادوه من تأكيدات وتعهدات أمريكية بمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، بعد أن حصل أوباما على إجازة بالتفاوض مع طهران بشأن صفقتها النووية.
سوف يستمر الشك، فهذا حال الشرق الأوسط، إلا أن اللقاءات عكست أهمية ما تمثله العلاقات مع القوى العربية، في الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة لإبرام صفقة غير مسبوقة مع إيران. يتبنى أوباما فعليا سياسة امتطاء جوادين في وقت واحد، وهي السياسة نفسها التي غالبا ما اتبعتها إيران وقوى إقليمية أخرى في السابق.
يبدو وكأن لقاءات كامب ديفيد قد أضاءت الجو العام؛ فبعد جلسة مباحثات صباحية خصصت لإبلاغ القادة بمضمون المباحثات مع إيران، فض القادة اجتماعهم لتناول الغداء، بعدها تحسن المزاج العام في جلسات ما بعد الظهيرة؛ حيث تحاور القادة بشكل غير رسمي حول المتغيرات الإقليمية في سوريا وإيران وليبيا، تخللتها لحظات علق فيها قادة السعودية والإمارات وقطر وطرحوا بعض المقترحات.
وعلق أحد الحضور بقوله «إن المزاج العام في جلسات ما بعد الظهيرة كان إيجابيًا للغاية»، مضيفًا: «خرجنا من اللقاءات بروح جماعية لم تكن موجودة من قبل».
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مجموعة القادة حول زيارته الأخيرة لروسيا، حيث التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد عبر لمجموعة القادة عن أمله في أن تنضم روسيا إلى المساعي السياسية الرامية لنقل السلطة في سوريا بعيدا عن نظام بشار الأسد.
وصدر بيان عن الاجتماع ضد الأسد، إلا أنه لم يتضمن صراحة عبارة «ضرورة رحيل الأسد» التي استخدمها أوباما منذ ثلاث سنوات، حيث أكد البيان هذه المرة أن «الأسد يفتقد الشرعية ولم يعد له دور في سوريا». ولم يتطرق البيان لكيفية حدوث هذا التغيير، وربما لم يتفق الجميع بعد على هذا التغيير.
رغم أن أهمية اللقاء تعد رمزية، فإن ذلك لا يقلل من أهميته؛ إذ أيد هذا اللقاء عقد الاتفاق النووي مع إيران ما دامت الولايات المتحدة تتعهد بمنع وكلائها (إيران) من التمدد في هذا الجزء من العالم.
وعلى غير المعتاد في مسرح الأحداث في الشرق الأوسط، ظهر العرب بصورة أفضل مما ظهرت عليه حكومة إسرائيل المتصلبة، ورد عليهم أوباما بالتحية العربية «أهلا وسهلا، مرحبا بكم».
(عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، 16 أيار/ مايو 2015)