قالت الوزيرة السابقة البارونة سعيدة
وارسي، التي استقالت على خلفية الموقف البريطاني من الحرب الإسرائيلية على غزة، إن المسلمين يخشون من أن الحكومة البريطانية تشن "حربا باردة" ضد دينهم، ما قد يؤدي إلى تزايد في مستويات التشدد والتطرف.
ونقلت صحيفة "إندبندنت" عن الوزيرة السابقة التي كانت حتى استقالتها من أبرز الشخصيات المسلمة في حكومة الائتلاف، قولها إن الخطط التي أعلنت عنها الحكومة بداية الأسبوع الحالي لملاحقة النشاطات السلمية أو غير العنيفة، قد تترك آثارا سلبية على المجتمع المسلم بشكل عام، وتؤدي إلى تهميشه.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن وارسي طالبت بتطبيق السياسة الجديدة على المجتمعات المحلية في
بريطانيا كلها، وليس على أقلية واحدة وهي المسلمة، ومواجهة "أشكال
التطرف كلها دون تجريم للفكر".
وتبين الصحيفة أن مواقف البارونة وارسي لقيت دعما من مركز البحث "كويليام فاونديشن"، الذي يقدم النصح لوزيرة الداخلية تيريزا مي، حول سياسات مكافحة التطرف.
وينقل التقرير عن مدير المركز هاراس رفيق قوله إن السياسة الحالية للحكومة قد تجعل من الأقلية المسلمة تشعر بالحرمان. وأضاف: "إن حاولت أن تمنع أفكارا لا تتفق معها، فإن هذا سيجعل الناس يشعرون بالحرمان، وهو ما سيؤدي إلى تخمر هذه الأفكار".
وتستدرك الصحيفة بأن وارسي تقول إنه من الباكر لأوانه معرفة ماذا تعني الحكومة بالنشاطات اللاعنيفة "المتطرفة"، إلا أن هناك إشارات مثيرة للقلق من السياسة الجديدة التي ستوجه للمسلمين.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن وارسي ترى أن هناك بعض الجماعات الدينية التي تحمل أفكارا متطرفة، ولكنها على ما يبدو ليست هدفا لإجراءات الحكومة، وتقول: "لكن الامتحان سيظل إن كانت هذه محاولة حقيقية للتصدي للتطرف في أشكاله كلها، في مقابل الفكرة الحالية وهي أنها حرب باردة ضد المسلمين".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الحكومة قد تواجه مشكلة في مجلس اللوردات، حيث لا تتمتع بالأغلبية. وسيعارض الليبراليون الديمقراطيون إجراءات الحكومة، وكذلك هناك لوردات من أحزاب أخرى قلقون حول مستقبل
الحريات المدنية.