4 آلاف يمني عالقون بمصر يبحثون عن عودة آمنة

تزايدت معاناة اليمنيين العالقين في مصر من عدم قدرتهم على تدبير سبل إقامتهم بمصر، وفي الوقت نفسه عدم قدرة سلطات بلادهم على إعادتهم إلى موطنهم، مؤكدين أنهم عندما لاذوا بالشوارع والحدائق العامة.. طردتهم السلطات المصرية منها، ولم تدبر أي بديل لإيوائهم.
 
ويبلغ عدد اليمنيين العالقين في مصر ما بين 3500 وأربعة آلاف مواطن يمني، بحسب تقديرات السفارة اليمنية بالقاهرة، لكن تقديرات غير رسمية تصل بالعدد إلى أكثر من  عشرة آلاف يمني.
 
وجاء معظم هؤلاء إلى مصر لغرض العلاج، أو التعليم، أو السياحة، ويشكو معظمهم من أن مدخراته قد نفدت، ولم يعودوا قادرين على تدبير إيجار شققهم، ولا الوفاء بمتطلبات المعيشة والإقامة بمصر، وبالتالي اضطروا إلى التجمع كأسر عدة في الشقة الواحدة.
 
ووفق تقارير صحفية، فقد عبرت عدد من اليمنيات العالقات بمصر، عن استيائهن مما اعتبرنه "معاملة سيئة" لقينها من قبل السلطات المصرية، لا سيما بعد قيام قوات الأمن بإجلائهن يوم الخميس الماضي من داخل حديقة "ميدان المساحة" العامة بحي الدقي بالجيزة، بأسلوب مهين.
 
وقلن إنهن بعد قيام ملاك الشقق السكنية التي كانت تؤويهن بطردهن بسبب عدم قدرة ذويهن على سداد إيجارها، غير آبهين بمأساة العالقين والجانب الإنساني للمواطن اليمني العالق، فإنهن لا يدرين -هن، وأسرهن- إلى أين يتجهون، وماذا يفعلون؟
 
ولم تنج القنصلية اليمنية في القاهرة من شكاوى اليمنيين العالقين، وقال عالقون في مصر إنها تطالبهم بدفع مبالغ مالية طائلة من أجل الحصول على تأشيرة، والعودة الى الوطن، عبر جيبوتي، أو الأردن.
 
وفي المقابل، أطلق عدد من الطلاب اليمنيين في القاهرة مبادرة لمساعدة بني جلدتهم في مواجهة أزمتهم، وأطلقوا نداءات لفاعلي الخير للتبرع من أجل إيواء العالقين، وتوفير حقائب غذائية تساعدهم على البقاء في مصر، أو متابعة علاجهم، حتى موعد عودتهم إلى اليمن.
 
وقالت المبادرة -التي تحمل شعار "لليمن يد تمتد"- إن إجمالي الأفراد الذين ساعدتهم المبادرة،  حتى 2 أيار/ مايو الجاري، يتجاوز 1170 فردا، بما يشمل إسكان وغذاء ودواء للحالات المزمنة.
 
ومن جهتها، شكلت السفارة اليمنية في القاهرة لجنة من أجل مساعدة العالقين، فقامت بتسكين البعض منهم في فنادق، إلا أن بعض هؤلاء قالوا إن المساعدات لا تصلهم، وإن هنالك متاجرة من قبل لجنة السفارة بهذه القضية.
 
لكن السفير اليمني في القاهرة محمد الهيصمي أصدر بيانا السبت قال فيه إن هناك جهودا كبيرة تبذل في القاهرة الآن من أجل بحث سبل إعادة المواطنين اليمنيين لأرض الوطن، وجزء منهم ظروفهم صعبة، ولم يكونوا مستعدين للاستمرار في العيش بالقاهرة فترة أكثر، وبالتالي فنحن نسعى إلى تقديم المساعدات لهم بشكل أو بآخر، والبعض ما زال لديهم قدرة على التحمل لمدة أسبوعين أو عشرة أيام، وفق البيان.
 
وأضاف أن السفير قام بزيارات عدة لمكتب منظمة الهجرة الدولية بالقاهرة، والتقى في مكتبه بالمسؤولة عن مكتب الأمم المتحدة في القاهرة، أكثر من خمس مرات، كما أنه قام بتوجيه مذكرات مختلفة توضح أعداد العالقين، وحجم المعاناه التي يعانونها، وقد أثمرت هذه الجهود عن تخصيص مائة ألف دولار يقوم حاليا بتسليمها، وصرفها مندوبو منظمة الهجرة الدولية للعالقين المحتاجين، على أن تستمر المنظمة في صرف المساعدة المخصصة لهم تباعا، ولجميع العالقين دون استثناء.