نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا حول
مقتل ناصر الآنسي، القيادي البارز في تنظيم
القاعدة باليمن، في هجوم بطائرة بدون طيار أمريكية، وتأثير هذه الحادثة على التنظيم.
وقالت الصحيفة، في هذا تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إن هذا الرجل الذي كان قد أعلن عن تبني تنظيم القاعدة في بلاد الجزيرة العربية الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" بباريس في مطلع العام الجاري؛ توفي أثناء هجمة بطائرة بدون طيار أمريكية باليمن، في شهر نيسان/ أبريل الماضي، في محافظة المكلا جنوب شرق البلاد، وقتل معه ابنه وستة مقاتلين آخرين.
وأشارت إلى أن ناصر الآنسي، أحد العقول المدبرة للخطط العسكرية لتنظيم القاعدة، ظهر في عدة تسجيلات مرئية نشرها التنظيم، فبعد أسبوع من هجوم 7 كانون الثاني/ يناير على صحيفة "شارلي إيبدو"، أعلن هذا القيادي أن تنظيمه خطط للعملية وموّل الأخوين كواشي، "لينتقم من رسامي الصحيفة الذين سخروا من النبي محمد". ثم في الحادي والعشرين من الشهر نفسه دعا الآنسي من أسماهم "الذئاب المنفردة" لتكثيف هجماتهم في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا.
وأضافت أن الآنسي هدد في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2014 بإعدام الصحفي الفرنسي لوك سومرز، الذي اختُطف في شهر أيلول/ سبتمبر 2013، في العاصمة
اليمنية صنعاء. ثم بعد عملية الإنقاذ الفاشلة التي قام بها الجيش الأمريكي؛ نشر هذا القيادي العسكري تسجيلا صوتيا اتهم فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتسبب بمقتل سومرز، بالإضافة إلى الرهينة الجنوب إفريقي بيار كوركي.
وذكرت أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، رفض التعليق على هذه العملية أو وصفها بالعملية الاستثنائية، ولكن الصحيفة أكدت القضاء على ناصر الآنسي يعد ضربة موجعة لتنظيم القاعدة، وهي الخسارة الأهم التي يتعرض لها التنظيم في اليمن خلال الأشهر الأخيرة. وهي تأتي بعد الإعلان في 14 نيسان/ أبريل الماضي عن مقتل أحد القادة المنظرين للتنظيم، وهو إبراهيم الربيش الذي كان معتقلا في غوانتانامو، والذي عرف بخطبه المعادية للغرب، وبخاصة الولايات المتحدة وفرنسا.
واعتبرت الصحيفة أن فرع القاعدة في اليمن، الذي يُعد الأكثر عددا وخبرة وقدرة على خوض المعارك وتنفيذ العمليات، من بين الفروع التي أسسها أسامة بن لادن، يعيش الآن حالة تناقض وتردد، فهو من ناحية قد استفاد من الفوضى التي تعصف باليمن للتحرك بحرية، وتقوية وجوده الميداني، حيث إنه في ظل تواصل المعارك الدائرة بين مليشيات
الحوثيين الشيعية والقوات النظامية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من المملكة السعودية، فقد نجح هذا التنظيم في السيطرة على ميناء المكلا، الموقع الرئيس في محافظة حضرموت، وتمكن من تحرير العشرات من عناصره من السجون.
ولكن في المقابل؛ أكدت الصحيفة أن الحضور المكثف لتنظيم القاعدة في ميناء المكلا؛ يجعل عناصر هذا التنظيم أكثر عرضة لهجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة حافظت على قدراتها الاستخباراتية في اليمن، رغم أن موظفيها وخبراءها العسكريين غادروا على عجل مع اندلاع المعارك في نيسان/ أبريل، ولكن رغم أنها قادرة على جمع المعلومات ومراقبة الوضع؛ فإنها تبدو غير قادرة على منع تقدم عناصر التنظيم في مناطق عديدة.