سلط محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت"، أليئور ليفي، الضوء على تعاظم قوة حركة
حماس بعد مرور تسعة أشهر على انتهاء العدوان الأخير على
غزة، مؤكدا أن "حماس" لم تتوقف للحظة واحدة عن تطوير صواريخها الذاتية وبناء عشرات الأنفاق الهجومية استعدادا للحرب القادمة.
وقال ليفي في مقالته بالصحيفة الأربعاء، إن رئيس أركان "حماس"
محمد ضيف لم ينج من محاولة تصفيته في أثناء الحملة فحسب، بل إنه عاد أيضا بنشاط أكبر في الذراع العسكرية.
ونوه إلى أن الضيف أدار في آذار/ مارس الماضي بشكل مركزي عمل الذراع العسكرية، من تحديد الاستراتيجية العامة وحتى إدارة التفاصيل الصغيرة، مثل متابعة تطوير قطع غيار الصواريخ.
وزعم أن توترا شديدا ساد في الأشهر الأخيرة بين قيادة الذراع العسكرية وقيادة الذراع السياسية في "حماس"، ومصدره عملية "الجرف الصامد"، على حد وصفه.
وأضاف ليفي أن مسؤولي الذراع العسكرية شعروا بأن القيادة السياسية أفشلت الخطوة العسكرية التي كان يمكن لها أن تغير وجه الحملة ونتائجها. فقد عملت الذراع العسكرية لحركة حماس على مدى السنين على ضربة أولى مفاجئة تبدأ بعدها الحملة الكبرى في قطاع غزة، وفقا لليفي.
وتابع قائلا: "كانت خطوة البداية المخطط لها هي ضخ عشرات المقاتلين إلى أراضي
إسرائيل عبر الأنفاق في منطقة كرم سالم، واجتياح عدة بلدات، وتنفيذ قتل جماعي واختطاف والعودة مع الرهائن إلى داخل قطاع غزة. هذه الخطوة، التي خطط لها محمد ضيف بنفسه كان يفترض بها أن تغير قواعد اللعبة في الجبهة، غير أن القيادة السياسية لم تعط الذراع العسكرية الضوء الأخضر لتنفيذها".
وحول تقديراته لاستعدادات "حماس" للحرب القادمة أكد ليفي أن الحركة لم تنتظر كثيرا قبل استئناف حفر الأنفاق الهجومية باستثمار مالي وجهود عظيمة. فأكثر من ألف عامل حفر يعملون على مدار الساعة في ثلاث ورديات، ستة أيام في الأسبوع. والهدف المعلن لحركة حماس هو العودة إلى نقطة البداية التي انطلقت منها "الجرف الصامد"، مع ما لا يقل عن 32 نفقا هجوميا، بعضها يصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأشار إلى أن "حماس" شرعت في استكمال مشروع الإنتاج الذاتي في مجال الصواريخ.
وأكد أن الحركة بذلت جهودا كبيرة في الأشهر القليلة الماضية لاستكمال مخزون الصواريخ بعدة المدى، وبالتوازي فإنه يوجد حشد للجهود لإنتاج الصواريخ قصيرة المدى التي تضرب غلاف غزة.
ونوه إلى أن "حماس" من المحتمل أن تطلق صواريخ من أماكن مختلفة في أرجاء قطاع غزة توجه نحو هدف واحد في إسرائيل، في إطار المحاولة للتصدي لمنظومة القبة الحديدية.
وختم ليفي مقالته بمزاعم لم يقدم عليها أدلته وبراهينه، مدعيا أن أحد الدروس التي استخلصتها "حماس" من الجرف الصامد يتعلق بالحاجة إلى فتح ساحة أخرى في أثناء جولة القتال ضد إسرائيل. وقد بدأوا في المنظمة ببناء شبكات في سيناء بهدف إقلاق الجيش الإسرائيلي بالنار من جبهة أخرى، على حد وصفه.