قال الخبير
اليمني في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، إن "المملكة العربية
السعودية لا يمكنها الدفع بقواتها البرية خارج حدودها الجنوبية مع اليمن، إلا إذا توفرت الظروف المناسبة، فإن الجيش السعودي يمكنه التوغل والتوقف عند محافظة صعدة (المعقل الرئيسي للحوثيين)، وقد لا يطول بهم البقاء"، على حد قوله.
وأضاف الذهب، في حديث خاص لـ"
عربي21"، أن "التدخل البري في محافظات الشمال وارد، لكنه ضعيف الاحتمال"، مشيرا إلى أن "التدخل في تلك المناطق سيفشل، كما أنه سيجر الويلات والمآسي على أي قوة خارجية تجازف بذلك؛ لاعتبارات كثيرة، أبرزها العوامل الجغرافية والديموجرافية لتلك المناطق، وخصوصا محافظتي صعدة وحجة التي تربطهما حدود برية مع السعودية"، على حد قوله.
وأوضح الخبير الذهب أنه "لا يوجد قوة برية نظامية أو شعبية ذات خبرة قتالية وتدريب مقبول، يمكن أن تكون رأس رمح لأي قوة خارجية تقرر التدخل بريا"، في إِشارة منه إلى مقاتلي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي .
وذكر الخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة أن "أي نوايا للتحالف العربي الذي تقوده الرياض للتدخل البري في اليمن، فيمكن أن يكون محتملا ومقبولا نسبيا، في مناطق من جنوب البلاد"، مشترطا لنجاح ذلك التدخل أن "يقرر مصير الجنوب بعيدا عن سلطة صنعاء المركزية، وهذه سقطة تاريخية لا يستطيع أن يتحمل أعباءها جيش عربي يدفع به إلى هذا الخندق"، وفق تعبيره.
وقال علي الذهب إنه "من الممكن نجاح أي عملية برية لقوات التحالف في شمال البلاد، عن طريق منطقة المخا المطلة على البحر الأحمر لفصل مناطق الإمداد البشري للحوثيين وقوات علي صالح في الشمال عن مناطق احتياجه -أي الإمداد البشري- في الجنوب، بما يمهد لحدوث هذا التدخل بقوة في الجنوب وتحديدا في مدينة عدن" ، مبينا أن "
الحوثيين وقوات الجيش التابعة لصالح تسميت في السيطرة على مدينة تعز، التي تقع المخا قريبا منها، باعتبارها حلقة الفصل والوصل بينها وبين المناطق الجنوبية"، على حسب وصفه.
ومن المتوقع أن تشن قوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، عملية برية في اليمن، لاسيما بعدما حسمت الرياض موقفها لصالح العملية، التي تشترك فيها قوات عربية وإسلامية، بالإضافة إلى قوات أمريكية ستشارك في هذه العملية المتوقعة في الأسابيع المقبلة"، وفقا لمصادر"
عربي21".