لماذا تؤمن
قبائل فانواتو في البحر الباسيفكي بأن
الأمير فيليب، دوق أدنبرة وزوج إليزابيث الثانية، ملكة
بريطانيا، شخص مقدس، بل تعده إلها؟ وينتظر سكان جزائر تانا زيارة الأمير فيليب لهم العام المقبل، ويمنون أنفسهم بإقامته معهم.
ويقول بول تشامبان، مراسل صحيفة "ديلي تلغراف"، إن أتباع حركة الأمير فيليب بين الفانواتو يعتقدون أن الأمير ينحدر من روح أجدادهم. ويعتقد الكثيرون أن الإعصار الذي ضرب المنطقة في شهر آذار/ مارس، كان بشارة مهمة لقدومه في عام 2016.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن الفلاحين في بلدة ياوهانين في جزيرة تانا أقاموا مقاما مقدسا للأمير، حيث أحيطت صورة زوج الملكة بعلم البلاد الوطني، ويعتقدون أنه سيزورهم ويقيم بينهم.
وتبين الصحيفة أن توقعات قدوم الأمير تزداد نظرا لتكهنات أحد المتنبئين، واسمه فرد ناسي، الذي توقع حدوث "حادثة عظيمة" في جزيرة تانا عام 2016، بشكل سيجذب انتباه العالم.
وينقل التقرير عن عامل الإغاثة أندرو فينلي، الذي يعمل مع منظمة "تيرفاند"، التي تقدم مساعدات لمنكوبي الإعصار بام، الذي أصاب جزيرة تانا، قوله: "كنت أتحدث مع رجل عجوز، وقال لي إن الحادثة التي تنبأ بها فرد ستكون عبارة عن وصول الأمير فيليب العام المقبل". ويضيف أنه "يعتقد أيضا أن الإعصار كان محفزا وتحذيرا لكل شخص كي يحضر نفسه".
ويتابع فينلي، الذي عاد إلى نيوزلندا في إجازة بعد عمل في تانا، بأن "النبي فرد، كما كان يعرف قبل سنوات، قد مات، وكان يحظى باحترام لتبنؤاته التي تحققت عبر السنين، فقد تنبأ بجفاف بحيرة عظيمة حول بركان وحصل ذلك، كما تنبأ بحدوث إعصار قبل سبعة أعوام وقد حصل"، ويضيف أنه "قد تنبأ بأن العالم سيتدفق نحو تانا في مناسبة عظيمة عام 2016، ولم يكن لدى الناس ما يشكون به، وقفزوا للربط بين ذلك التنبؤ وبين الأمير فيليب"، بحسب الصحيفة.
وتلفت الصحيفة إلى أن حركة الأمير فيليب، التي لها موقعها على الفيسبوك، قالت إنه كان قد قام بزيارة مرافقا الملكة لفانواتو عام 1974، وكان من بين الذين استقبلوا الملكة في تلك الزيارة ورحبوا باليخت بريتانيا في العاصمة بورت فيلا، المحارب الزعيم جاك نيفا، الذي اقتنع أن الأمير فيليب هو من آحفاد أجداد تانا الروحيين. ويقول "شاهدته يقف على الميناء في بزته البيضاء، وعرفت أنه المسيح الحقيقي". وتبادل الأمير الهدايا مع سكان الجزيرة بما فيها صورة وقعها بنفسه.
ويورد التقرير أنه في عام 2007 عرضت القناة الرابعة حلقة من برنامج الواقع، وأظهرت خمسة من أبناء جزيرة تانا يصلون إلى لندن، حيث حظوا بمقابلة الأمير فيليب. وفي العام الماضي كانت الأميرة آن أول عضو في العائلة المالكة تطأ قدماها أرض تانا، التي تعد واحدة من 83 جزيرة تشكل فانواتو.
وتوضح الصحيفة أن فينلي، الذي تساعد منظمته سكان الجزر على بناء حياتهم ومزارع القهوة التي يملكونها، يقول إن هناك شخصا آخر يقود حركة "جون فرم كارغو"، وترى في وصول الدعم الخارجي على أنه تنفيذ لنبوءة. ويتبع نصف سكان جزيرة تانا البالغ عددهم 300 ألف نسمة حركة فرم، التي بدأت بداية القرن الماضي عندما واجه سكان الجزيرة العالم الغربي. وأسهمت حركة التبشير البريسبتيريان في تعزيز الحركة، وتمكنت بوصول الجيش الأمريكي في أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث أحضروا معهم أجهزة الراديو والشاحنات والدواء والكوكا كولا.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن اسم "جون فرم" قد جاء من الطريقة التي قدم فيها الجنود الأمريكيون أنفسهم "جون فرم أميركا" (جون من أمريكا)، ومن هنا تعزز الإيمان بوصول جون في يوم ما من أمريكا حاملا معه الهدايا لهم.
ويقول فينلي إن سكان الجزيرة غير مستغربين من التقدم الذي حدث، فلديهم الآن مطار ومدارس وأشياء توقع أجدادهم حدوثها. ويضيف للصحيفة: "لدى سكان الجزيرة أسلوب حياة جماعي كريم، ويتشاركون في كل شيء، ويعتقدون أن (جون فرم) يريدهم مشاركة ممتلكاتهم مع بعضهم البعض".
وينوه التقرير إلى أن سكان تانا يحتفلون في 15 شباط/ فبراير من كل عام بيوم "جون فرم"، وهو اليوم الذي يعتقد فيه أتباع الحركة بعودة المسيح. ويجري الأتباع استعراضا عسكريا في ظل العلم الأمريكي.
وتنقل الصحيفة عن علماء الأنثروبولوجيا قولهم إنه من السهل السخرية من معتقدات السكان، لكنها طريقتهم في التعامل مع دخول الحرب العالمية الأولى عليهم، وما جلبته معها من أشياء حركت ساكن الحياة التقليدية التي عاشوها دون تغيير لقرون طويلة.
ويذهب التقرير إلى أن الكابتن جيمس كوك اكتشف هذا الأرخبيل عام 1774. وفي عام 1906 تحول الأرخبيل إلى نيو هيربديز، الذي أدارته فرنسا وبريطانيا حتى الاستقلال عام 1980.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه من غير المحتمل تفكير الأمير فيليب البالغ من العمر 93 عاما بزيارة الجزيرة في العام المقبل. ولكن بعيدا عن قصر باكنغهام في لندن يحلم سكان بلدة ياوهانين، التي تبعد 10 آلاف ميل عن لندن بقدومه إليهم.