أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم
اللبناني إلياس بو صعب، بشأن "مجازر الأرمن" في
تركيا، ردود فعل منددة، لا سيما في أوساط الطائفة السنية، حيث عدَّها علماء وإعلاميون وهيئات شعبية إضرارا بالعلاقات اللبنانية التركية.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تندد بالتصريحات، وتطالب بإقالة الوزير، خاصة وأنه دعا إلى جعل تاريخ المناسبة -الذي يصادف في 24 من الشهر الجاري- عطلة رسمية في
المدارس الرسمية والخاصة.
واتهم ناشطون الوزير بو صعب بالسعي لاستمالة الأرمن الذين يشكلون نحو ثلاثة بالمئة من السكان، طمعا في الحصول على أصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمنطقة المتن التي يترشح فيها بو صعب عن المقعد المسيحي.
وكان بو صعب قال، الاثنين الماضي، خلال حفل تدشين نصب تذكاري لـ"الإبادة الأرمنية": "نعلن أن ذكرى الإبادة الأرمنية في يوم 24 نيسان هو يوم عطلة، لكي نرفع الصوت عاليا، ونوجه رسالة واحدة للعالم أجمع وللمرتكبين بالأمس واليوم بأن ذاكرة الشعوب لا تنسى، وبأن التاريخ لا يرحم".
وفي أول رد فعل لهيئات أهلية لبنانة، أصدرت الجمعيات والهيئات البيروتية بيانا عبرت فيه عن رفضها قرار الوزير، على اعتبار أن هذه "موضع خلاف تاريخي ولا إجماعا وطنيا لبنانيا حول ملابساتها".
وطالبت الجمعيات في بيانها، الذي وصلت "عربي"21 نسخة منه، الوزير بو صعب بـ"حصر هذا القرار بالمدارس الخاصة التي ترغب بذلك، دون التعرض للمدارس الإسلامية والمدارس الرسمية التي تجمع في صفوفها طلابا من أطياف مختلفة".
ورأت الجمعيات في القرار "إساءة للعلاقات التركية - اللبنانية المميزة، وإطاحة بالجهود التركية الرامية لإنقاذ الجنود اللبنانيين الأسرى، وإطلاق المطرانين في سوريا"، مطالبة الوزير بـ"التراجع فورا عن هذا القرار".
وتساءلت الجمعيات عن موقف رئيس الحكومة تمام سلام من القرار، ورأيه فيه كونه "سابقة لم تحصل من قبل، ولا يمكن للعيش المشترك المتوازن الذي نحرص عليه أن يتحمله أو يتقبله"، حسب تعبير البيان.