قال رئيس حركة النهضة
التونسية الإسلامية راشد
الغنوشي، إن العلمانيين في
مصر وتونس "لم يستوعبوا غيرهم في الحكم، وعليهم عدم إقصاء الإسلامين من المشاركة السياسية".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الغنوشي، الأحد، على هامش مشاركته في أعمال منتدى "تانا" الرابع الذي اختتم أعماله اليوم بمدينة "بحردار" الإثيوبية.
وأضاف الغنوشي: "نحن الإسلاميون عندما وصلنا إلى السلطة في تونس لم نُقصِ أحدا، واستوعبنا الجميع، العلمانيين وغير العلمانيين، ولكن الذين حكموا تونس قبل تجربتنا قاموا بإقصاء الإسلاميين، ومنعوهم من المشاركة، وكذلك العلمانيون في مصر تعاملوا مع الإسلاميين بالإقصاء".
وكان حزب "نداء تونس" الليبرالي فاز بالانتخابات التشريعية في تشرين أول/ أكتوبر الماضي بـ 86 مقعدا من مجموع 217 مقعدا، وجاءت حركة النهضة في المرتبة الثانية بـ65 مقعدا، بعد أن نجحت في الحصول على الأغلبية في أول انتخابات تشريعية بعد ثورة كانون ثان/ يناير 2011 والإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
واعتبر الغنوشي أن "الإسلاميين ليسوا شيئا واحدا وكذلك العلمانيون"، مطالبا العلمانيين بـ"استيعاب الآخرين، وألا يقصوا أحدا، وألا يحرموا غيرهم من المشاركة"، مضيفا أن "المواطنة حق مكفول للجميع دون تميز، ولا يجب إقصاء أحد، إسلاميا كان أو علمانيا".
وأوضح السياسي والمفكر الإسلامي التونسي أن "هناك إسلاميين مثل بوكو حرام والقاعدة، والأعمال الإرهابية التي يقومون بها لا أساس لها من الصحة في الإسلام، ولا تمتّ إلى الإسلام بصلة من قريب ولا من بعيد"، معتبرا أن ما تقوم به هذه الجماعات "تفسير خاطئ للدين".
وقال الغنوشي إن "الخلافات تحصل بين الإسلاميين والعلمانيين، ولكن يجب حلها عبر الحوار والتفاوض والانتخابات"، مؤكدا على أن "استخدام العنف غير مشروع في الدين ولا أساس له في الفهم الإسلامي".
وفي الشأن المصري، قال الغنوشي إن "الثورة في مصر (ثورة 25 كانون ثان/ يناير 2011) أنتجت انتخابات ديمقراطية ورئيسا منتخبا ديمقراطيا، وهو الرئيس
محمد مرسي، ولكن تم أقصاؤه من الحكم".
مضيفا أن "مرسي يعدّ الرئيس الوحيد في العالم المنتخب ديمقراطيا والحبيس بالسجن، وكذلك الإسلاميون هم في السجن".
وأضاف: "لا ينبغي السكوت عن الحقائق"، داعيا في الوقت ذاته إلى مصالحة شاملة في مصر، وأن يخرج الإسلاميون من السجون، وأن تعود الديمقراطية إلى مصر التي تعطلت فيها بسب ما حدث".
وفي 3 تموز/ يوليو من العام 2013، انقلب قادة الجيش، بمشاركة قوى دينية وسياسية، على الرئيس محمد مرسي، في خطوة يراها مناهضو مرسي "ثورة شعبية".
وجاء حديث الغنوشي على هامش مشاركته في منتدى "تانا" الـرابع للسلم والأمن في أفريقيا، الذي استمر ليومين، وانتهى اليوم في مدينة بحردار الإثيوبية.
وبحث المنتدى بمشاركة رؤساء أفارقة وخبراء تعزيز الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة في القارة، والتحديات الأمنية التي تواجه القارة، وتؤثر على الأمن والسلم الأفريقي.