لا تبدو
ساعة الصفر لاستعادة الجيش
العراقي مدينة
الموصل من سيطرة
تنظيم الدولة؛ "سرًا عسكريًا"، بعد الإعلان عنها مرارًا على لسان قادة في
التحالف الدولي، ومنهم المنسق الأمريكي للتحالف الجنرال جون آلن، الذي أكد في بداية العام الحالي عن رغبة الجانب الأمريكي، في شن هجوم عسكري شامل بداية شهر أيار 2015 بالتعاون مع القوات العراقية.
ولم ترُق تصريحات قادة التحالف حول ما يسمى بـ"تحرير" الموصل؛ للقادة العراقيين، ومن بينهم وزير الدفاع خالد العبيدي، ورئيس الحكومة حيدر العبادي، وغيرهم من الشخصيات العسكرية التي أكدت في أكثر من مناسبة أن "ساعة الصفر" تبدأ عندما تكتمل مستلزمات ومتطلبات المعركة، وأن اختيار الوقت المحدد لدخول مدينة الموصل عسكرياً يعود إلى القادة العراقيين فقط.
ويرى خبراء في الشؤون العسكرية أن التضارب في توقيت الهجوم على الموصل؛ يُعد مؤشراً على عدم الاتفاق بين التحالف والجانب العراقي حول آلية هذا الهجوم، أو ربما عدم الاتفاق على من سيشارك في هذه العملية العسكرية التي يعدها الخبراء نقطة فاصلة في نهاية تنظيم الدولة.
إشراك "التحالف"
ويقول الخبير الأمني خيرالله العاني، إن ساعة الصفر لا تحدد كأمر رسمي من أي شخص، وإنما يحددها القائد العام للقوات المسلحة، المشرف العام على الجيش والشرطة وأبناء العشائر في تلك المناطق، وهو حيدر العبادي، مشيراً إلى أن ما يصدر من تصريحات عن جهات عسكرية أو مدنية حول توقيت موعد الهجوم على الموصل؛ ليس ذا أهمية.
وأضاف لـ"
عربي21" أن إشراك قوات التحالف في ساعة الصفر لاستعادة مدينة الموصل "أمر ضروري"، موضحاً أن قوات التحالف يجب أن يكون لديها علم بكل حركة من حركات الجيش لتجنب قصفها من قبل طائرات التحالف بطريق الخطأ.
وتابع العاني: "على قوات التحالف أن تُقطع أوصال تنظيم الدولة، وتمنع عنه الإمداد، وتفتح له منفذاً آمناً بهدف الهروب أو الانسحاب؛ لأن مصلحة
الجيش العراقي أن تنتهي الحرب بدون مواجهات وخسائر".
قدرات تنظيم الدولة
من جهته؛ ذهب العميد المتقاعد فاضل رشيد، إلى أنه لا يمكن للجيش العراقي أو لقوات التحالف أن يحددا ساعة الصفر لدخول الموصل، "ما لم تحرر محافظتا صلاح الدين وكركوك بالكامل، وتحديداً قضاء الحويجة، جنوبي غرب مدينة كركوك".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "تحرير تكريت لا يعني أن تنظيم الدولة هُزم، أو أنه استخدم كل ما لديه من عدة وعدد"، مؤكداً أن معركتي صلاح الدين وكركوك ستظهرا قدرات التنظيم "لأن المحافظتين تمثلان الشريان بالنسبة له".
أما رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي؛ فرأى أن تحديد ساعة الصفر لاستعادة الموصل "أمر متشعب؛ لأن المحافظة حدودية، وتعد معقلاً لتنظيم الدولة"، مبيناً أن الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة ستعلن عن استعداد القطعات العسكرية لمعركة الموصل "لأننا نريدها عراقية خالصة مئة بالمئة، من دون مشاركة قوات التحالف الدولية".
وأضاف الزاملي لـ"
عربي21" أن لجنته تطالب بتقديم أفضل الأسلحة والتجهيزات للقوات المسلحة، وتوفير أفضل المعسكرات لها وللمتطوعين من أبناء محافظة نينوى والعشائر، لافتاً إلى ضرورة إعادة النظر بالقطعات العسكرية وتأهيلها "فلا يمكن أن نتجاهل قوة تنظيم الدولة الذي يتمركز في كل مكان من الموصل".
دور الأكراد
من جانبه؛ أشار عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق، شوان محمد طه، إلى أن البيشمركة وبعض القبائل العربية التي تساندها؛ أصبحوا أقرب إلى الموصل من ساعة الصفر التي حددها التحالف الدولي، لافتاً إلى أن قوات البيشمركة أطلقت صواريخ غراد على منطقة حي الزهور في الموصل التي تعد معقلاً للهيئات الشرعية وقيادة تنظيم الدولة.
وأوضح طه أن الصواريخ الكردية سببت إرباكاً في صفوف تنظيم الدولة، "حيث باتوا ينتشرون بطريقة غير معهودة، على شكل تجمعات متباعدة، تضم كل مجموعة من ثلاثة إلى خمسة عناصر"، موضحاً أن هذه الطريقة في الانتشار تدل على أن التنظيم يتوقع أن معركة الموصل باتت قريبة.
وإلى حين تحديد ساعة الصفر للهجوم على الموصل؛ يبقى التساؤل: هل بالإمكان التخلي عن قوات التحالف الدولية في المعركة المصيرية، كما ترغب بعض الأطراف السياسية؟ وهل بالإمكان أن تبدأ المعركة خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة وأن قطاعات الجيش العراقي تحتاج إلى وقت أطول لإعادة ترتيب صفوفها، بعد استنزافها في العديد من المعارك؟