تشهد المحلات التجارية في العاصمة
صنعاء ومدن يمنية أخرى، إقبالا كثيفا نتيجة اندفاع المواطنين نحو شراء المواد الغذائية من حبوب وغيرها، ما دفع التجار إلى استغلال هذا الظرف ورفع أسعار بعض تلك المواد، وتحديدا القمح والدقيق والسكر بزيادة وصلت إلى 30 في المئة عن السعر الرسمي.
ولوحظ تسابق المواطنين في صنعاء وإب على التزود بالمواد الأساسية، ولعل أبرزها "القمح، والسكر، والرز، وزيت الطبخ"، رغم رفع أسعارها من قبل التجار.
ويخشى
اليمنيون من نفاذ المواد الغذائية نتيجة الحظر الجوي والبحري الذي فرضته دول تحالف "عاصفة الحزم" على البلاد، منذ بدء عملياتها ضد
الحوثيين الخميس الماضي.
واتجه المواطنون في مدينة إب نحو أسواق المدينة التجارية، لشراء أهم السلع الغذائية الأساسية، وسط حالة من الازدحام الشديد في تلك الأسواق، وذلك لتخزين تلك السلع الضرورية تحسباً لأي أزمة طارئة قد تشهدها البلاد في الفترة القادمة.
وشكى مواطنون من استغلال التجار لهذا الاندفاع من قبلهم، والقيام برفع سعر الحبوب الغذائية، دون أي تحرك من سلطة الانقلاب الحوثي التي تسيطر على تلك المناطق.
ارتفاع سعر الدولار مقابل الريال
وفي سياق متصل، ارتفع سعر الدولار الأمريكي في السوق السوداء مقابل الريال اليمني من 2.15 الى2.25 لكل دولار، بزيادة تقدر بـ20 في المئة عن قيمة الريال اليمني السابقة.
وقال مواطنون لــ"
عربي21" إنهم تفاجأوا بتراجع سعر صرف الريال مقابل الدولار"، ما دفع بالبنك المركزي لإصدار توجيهات صارمة بضبط المتلاعبين بسعر العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية.
إلى ذلك، عادت طوابير السيارات أمام محطات الوقود في صنعاء، حيث يشكو العديد من مالكي تلك السيارات قيام بعض محطات التزود بالوقود بإغلاقها، دون معرفة أسباب ذلك.
ويخشى سائقو السيارات في اليمن من انعدام مادة البترول والديزل، نتيجة العملية العسكرية التي تشنها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية على الحوثيين والقوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح .
ولم يصدر أي تعليق رسمي من قبل سلطة الحوثي في صنعاء ،حول هذا الأمر.
ويعيش اليمن منذ فترة حالة من عدم الاستقرار، ما ضاعف من تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين، الذين يعيشون مأساة إنسانية، فضلاً عن تداعياتها على الاقتصاد الوطني، وخصوصاً منذ اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر الماضي.
ووفقاً لمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، يوهانس فان ديركلاو، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية عالمياً.
وتشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من عشرة ملايين يمني يعيشون في ظل انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من مليون طفل دون سن خمس سنوات أصيبوا بسوء التغذية الحاد، بينما لا يستطيع نحو 13 مليون شخص الحصول على المياه النظيفة، ونحو ثمانية ملايين يحتاجون لخدمات الرعاية الصحية.