أثارت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية
نبيل العربي، بشأن "الكتب المقدسة للمسيحيين"، غضبا شديدا بين أقباط
مصر، حيث وصف بعضهم التصريحات بأنها تشبه ما يروجه المتشددون من جماعات الإسلام السياسي منذ عقود من الزمن، في حين أعرب أمين الجامعة العربية عن أسفه لـ"سوء الفهم لبعض تعليقاته التي قد تفسر على أنها تحمل إساءة للديانة المسيحية."
وقال العربي في أثناء حديثه عن السنة والشيعة والعمليات العسكرية في اليمن بختام القمة العربية "إحنا مش كاثوليك وبروتستانت عندنا كتب مختلفة وأوضاع مختلفة".
رفض قبطي
بدورها، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رفضها لتصريحات نبيل العربي، إذ قال الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الثلاثاء: "السيد السفير أمين الجامعة العربية، نشكرك لسعة اطلاعك، ونوضح لمعاليك أن الكتاب المقدس هو كتاب واحد لكل المسيحيين بتعدد طوائفهم، والمفروض أن تحفظ الوحدة العربية، لأنك سفير عن العرب جميعا أمام العالم".
ورفع الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لهجته، مجيبا أحد الشباب الذين سألوه على موقع التواصل "تويتر" عن تعليقات العربي قائلا: "نحن نرد على المثقفين فقط".
وعلى صعيد متصل، كان القس رفعت فكري رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، قد أصدر بيانًا الاثنين، تعليقًا على ما قاله العربي، قال فيه: "يجب توضيح أن الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس يؤمنون بكتاب مقدس واحد، يتضمن التوراة والإنجيل، ولا توجد لديهم كتب مختلفة، كما قال الدكتور العربي".
وأضاف فكري: "الصراعات القديمة التي حدثت في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، كانت صراعات سياسية، ولم تكن بسبب وجود كتب مختلفة"، متابعا: "في هذا الوقت العصيب الذي تمر به منطقتنا العربية، من صراعات ومشاحنات، وتموج فيه بأحداث عنف وإرهاب نحتاج لكلمات تجمع ولا تفرق، توحد ولا تشتت، ولاسيما وأن المنطقة العربية زاخرة بتنوعها الديني والعقائدي من مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت.. وغيرها من أديان ومعتقدات متنوعة".
وناشد القس فكري المسؤولين الذين يتبوؤون مناصب عليا أن يتوخوا الدقة فيما يقولونه، حرصًا على السلام الاجتماعي لمصرنا الغالية وللأمة العربية.
واختتم فكري بيانه قائلا: "نصلي أن يحفظ الله بلادنا مصر الحبيبة من كل عنف وإرهاب، ولنحيا جميعًا في أمن وأمان، مدركين أن العصفور الواحد لا يصنع ربيعًا، والزهرة الواحدة لا تصنع بستانًا".