أكد طالب في
كلية الطب في
جامعة دمشق، إقدام الأساتذة وأطباء الجامعة على إدخال عدد من
جثث المعتقلين المتفسخة إلى مشرحة الكلية، وإجراء تطبيقات عملية للدروس عليها.
وحسب الطالب الذي قال لـ"عربي21" إنه عاين الجثث، فقد ظهرت آثار التعذيب والضرب وإطفاء السجائر عليها، بالإضافة إلى علامات واضحة لما بات يعرف بـ"الشبح" أي ربط المعتقل من يديه إلى ظهره، وتعريضه لصدمات على أرض صلبة.
وقال، طالبا عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لـ"الضرورات الأمنية": "بدا واضحا على الجثث التي دخلت المشرحة أنها تعود لمعتقلين لدى سجون النظام، بعضها مكدس منذ زمن في برادات الموتى لدى المخابرات أو جهات أمنية أخرى، والبعض الآخر لشبان قد فارقوا الحياة حديثا".
وأضاف عمر، وهو الاسم المستعار الذي فضل الطالب استخدامه: "إن طلاب قسم الطب البشري -وفضل عدم تحديد السنة الدراسية خوفاً من ملاحقة فروع الأمن- مُنعوا من تصوير جلسة العملي من قبل المشرفين على قاعة التدريس، بعد إدخال جثة متفسخة عليها آثار تعذيب وضرب وسلخ، إلى مشرحة الكلية، ليدرس الطلاب عليها مسارات العضلات والأعصاب والعظام".
وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يُدخل فيها المشرفون على جلسة العملي جثة متفسخة، موضحا أن صاحبها قد فارق الحياة منذ زمن، مع ظهور آثار التعذيب التي باتت معروفة، كالشبح، والدولاب، والكرسي الكهربائي، وغير ذلك.
ويقول عمر، إنه في الجلسة الأخيرة سادت حالة من الذهول بين الطلاب، بعد إحضار جثة شاب صغير في العمر، ومظهره يؤكد أنه فارق الحياة حديثا، وعلامات سلخ الجلد والتعذيب لا زالت موجودة بشكل واضح، فضلا عن علامات القيود (الكلبشات) على معصميه، وآثار الكدمات على بطنه، رغم نحافة جسده، فيما يلزم الطلاب الصمت المطبق خوفا من المراقبة أو الاعتقال.
وتحدث الطالب عمر عن مكان تكديس النظام لجثث المعتقلين، كونه من سكان حي المزة، والمعروف بأنه جزء من المربع الأمني لنظام بشار الأسد. وقال: "أصبح من الصعب تخليص المشفى العسكري من أعداد الجثث الهائلة التي أفسدت روائحها حي المزة، وخصوصاً الأحياء القريبة من مشفى 601".
وأكد أن معلومات دقيقة وصلتهم بأن سبب الروائح في حي المزة هو احتفاظ القائمين على الجثث الفائضة عن البرادات المخصصة للجثث، في سيارات ضمن كراج المشفى، ما سبب تعفنها وانبعاث روائحها إلى الأحياء المجاورة.
وأشار إلى أن العديد من قاطني حي المزة وحي الشيخ سعد، بالقرب من مشفى المزة العسكري 601، المخصصة لعلاج العسكريين من قوات النظام، هربوا خوفا من الأمراض المعدية والأوبئة، بعد انتشار الروائح النتنة التي تفوح من جثث المعتقلين، وخاصة بعد شيوع معلومات عن اعتماد الطاقم العسكري الطبي داخل المشفى على مادة الأسيد في إذابة الجثث للتخلص منها.