قال رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة الخميس، إن خطة المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، بتجميد القتال في مدينة حلب غير كاملة، مشيراً إلى أن وقف القتال يجب ألّا يقتصر على حلب.
وفي مؤتمر صحفي عقده الخميس، بعد لقاء جمعه مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بقصر الإليزيه في باريس، اعتبر خوجة أن خطة دي ميستورا "غير كاملة، وما تزال بحاجة إلى نقاش"، مشيراً إلى أن "المهم بالنسبة للمعارضة هو وقف القتال في كافة المناطق السورية، وليس في حلب فقط".
واعتبر رئيس الائتلاف خلال المؤتمر أن إسقاط بشار الأسد "شرط أساسي للائتلاف في أي حل سياسي مفترض"، لافتا إلى أن المعارضة "أعطت الأسد فرصة للحوار والتفاوض في جنيف، إلا أنه لم يفِ بالتزاماته".
ونقل خوجة عن الفرنسيين موقفهم حيال الأسد بقوله: "لا يمكن حل مسألة الإرهاب دون إزالة بشار الأسد"، مضيفا أن "سقف الموقف الفرنسي هو سقف موقف الائتلاف ذاته.. نحن وفرنسا تعتبر أن بشار هو مصدر الإرهاب، وهو المشكلة، وليس جزءا من الحل".
وشارك في وفد المعارضة السورية، الذي التقى أولاند، أعضاء الائتلاف: ميشيل كيلو، برهان غليون، منذر ماخوس، إلى جانب رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، أحمد طعمة.
وكان المبعوث الأممي دي ميستورا تقدم مؤخراً بمبادرة لـ"تجميد القتال" في مناطق عدة في سوريا، بدءًا بمدينة حلب، والسعي لمصالحة محلية بين قوات النظام والمعارضة، وتوجيه جهودهما لقتال "داعش"، وكذلك تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و 2178 المتعلقين بمحاربة الإرهاب، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.
وقالت مصادر مقربة من الائتلاف في تصريحات لوكالة الأناضول إن الوفد السوري أكد للرئيس الفرنسي أن النظام فقد السيطرة على ثلاثة أرباع الأراضي السورية، وأن الربع الباقي بات تحت "الاحتلال" الإيراني المباشر، وطالب الوفد فرنسا بلعب دور دولي في دفع دول العالم والأمم المتحدة نحو التحرك الجدي لمواجهة هذا "الاحتلال" الذي يهدد سورية ودول المنطقة والعالم، وعدم الاكتفاء بتحركات لا ترقى إلى مستوى خطورة الوضع وحجم المعاناة التي يتعرض لها السوريون.
فرنسا تجدد الدعم
بدورها، أصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً عقب لقاء وفد المعارضة السورية مع أولاند، أشارت فيه إلى أن الأخير "جدد دعمه السياسي والعملي لقوات المعارضة الديمقراطية التي تحارب داعش في الصفوف الأولى".
كما هنأ أولاند، بحسب البيان ذاته، الائتلاف السوري لمبادرته في الحوار مع بقية أطراف المعارضة الديمقراطية، مركزاً على ضرورة إطلاق مؤتمر جديد في جنيف من أجل انتقال سياسي في سوريا يحقق مطالب الشعب السوري.
ورأى الرئيس الفرنسي أن الأسد هو "المسؤول الأساسي عن مأساة شعبه، وعن صعود المجموعات الإرهابية في سوريا، ولا يعدّ محاوراً ذا مصداقية لمحاربة داعش أو لإعداد مستقبل سوريا".
دي ميستورا يتفهم
بدوره، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عن تفهمه واحترامه لموقف المعارضة السورية من خطته الخاصة بتجميد القتال في مدينة حلب بالشمال السوري، مضيفًا "فهدفنا وقف القتال في دمشق، ودرعا، وليس في حلب وحدها".
وفي الكلمة التي ألقاها اليوم في مؤسسة "تشاتام هاوس" بالعاصمة البريطانية لندن، والتي كان عنوانها "بعد أربعة أعوام من الأزمة السورية"، أضاف دي ميستورا: "لا توجد أي رغبة لدى أطراف الصراع في سوريا، لحل أزمة بلادهم"، موضحًا أن "الأحداث التي تشهدها سوريا أدت إلى مقتل 220 ألف شخص، فضلًا عن نحو مليون مصاب، و3.2 مليون لاجئ، منهم 1.6 مليون في تركيا وحدها".
وحول اقتراحه بتجميد القتال لستة أسابيع في حلب، قال المبعوث الأممي: "تجميد القتال في حلب سيمكننا من تطبيق نفس الشئ في بقية المدن السورية"، لافتًا إلى أن تجميد القتال وقف إطلاق النار "أمران يختلفان عن بعضهما البعض".
وأضاف: "ولقد ناشدنا كافة الأطراف لتجميد القتال في حلب لستة أسابيع، وذلك لأن الطرفين لديهما أسلحة خاصة بهما"، موضحًا أن هناك بعثة من الأمم المتحدة موجودة حاليا في حلب، وأن الاشتباكات لازالت جارية هناك.
ولفت المسؤول الأممي إلى أهمية الدور الروسي والإيراني بشأن حل الأزمة السورية، موضحًا أنه عقد مباحثات مباشرة مع حزب الله، "في إطار المساعي التي تبذلها الأمم المتحدة مع كافة الأطراف لبحث سبل حل تلك الأزمة، وإيجاد مخرج لها".
وكان المبعوث الأممي دي ميستورا قد تقدم في الـ 18 من الشهر الماضي، بمبادرة لـ"تجميد القتال" في مناطق عدة في سوريا بدءًا بمدينة حلب، والسعي لمصالحة محلية بين قوات النظام والمعارضة، وتوجيه جهودهما لقتال "داعش"، وكذلك تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و 2178 المتعلقين بمحاربة الإرهاب، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.
ومنذ منتصف آذار/ مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 ألف سوري ونزوح أكثر من عشرة ملايين عن ديارهم، حسب إحصاءات أممية.