خيم غموض تام، مساء الاثنين، على فرص التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي
الإيراني قبل انتهاء المهلة في 31 آذار/ مارس، على أن تستمر محادثات لوزان ليلا في محاولة لتجاوز آخر العوائق.
وصرح وزير الخارجية الأميركي جون
كيري لقناة سي إن إن مساء الاثنين: “لا يزال هناك نقاط صعبة. نبذل جهدا كبيرا لحلها، سنعمل في وقت متأخر ليلا وغدا بهدف التوصل إلى شيء ما”، مضيفا أن “الجميع يعلمون ماذا يعني الغد”، أي الثلاثاء يوم انتهاء المهلة.
من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري
هارف أن “الوقت حان فعلا لاتخاذ القرارات” للتوصل إلى تفاهم.
وكان دبلوماسي غربي قال صباحا إن “الوقت حان لقول نعم أو قول لا”، مختصرا الإحباط المتنامي للمفاوضين.
ويسعى المفاوضون لإيجاد تسوية أولى قبل الثلاثاء، وهي ضرورية لمواصلة التفاوض للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران/ يونيو.
وللمرة الأولى منذ الجولة السابقة من المفاوضات في فيينا في تشرين الثاني/ نوفمبر اجتمع وزراء خارجية الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) وإيران حول طاولة المفاوضات في لوزان صباح الاثنين.
وستتواصل المحادثات مساء من دون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي غادر لوزان موضحا أنه سيعود الثلاثاء إذا تم إحراز تقدم.
والهدف الأخير هو التثبت من عدم سعي إيران لحيازة القنبلة النووية من خلال فرض مراقبة وثيقة على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني منذ سنوات.
لكن مصادر غربية تحدثت عن نقاط لا تزال عالقة، تتصل أولاها بمدة الاتفاق، إذ تريد الدول الكبرى إطارا صارما لمراقبة النشاطات النووية الإيرانية طيلة 15 سنة على الأقل، إلا أن إيران لا تريد الالتزام لأكثر من عشر سنوات، بحسب المصدر نفسه.
وما تزال مسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة نقطة خلاف كبيرة منذ بدء المحادثات. فإيران تريد أن يتم إلغاؤها فور توقيع الاتفاق إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي منذ 2006.
وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فإن بعض دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) تريد آلية تتيح إعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت إيران التزاماتها، كما أفاد المصدر نفسه.
وقالت هارف “ليس لدينا أي فكرة عما سيحصل إذا لم نتوصل (إلى اتفاق) في 31 آذار/ مارس. علينا أن ننعم النظر في المرحلة التي بلغناها ونتخذ قرارا في شأن ما سيجري لاحقا. لا أريد أن أتوقع شيئا”.
لكنها أكدت أن واشنطن ليست في وارد “التسرع للخروج باتفاق سيء”.
في أي حال، فإن الجميع متفقون على أن الوضع يبقى معقدا وصعبا وخصوصا بسبب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وإيران، حيث يراهن مناهضو الاتفاق على فشل مفاوضات لوزان.
وقال دبلوماسي غربي “نحن أمام وضع تاريخي”، فكل وزراء خارجية الدول المفاوضة حاضرون. “لقد عملنا كثيرا وسيكون من الصعب أكثر استئناف المحادثات” بعد 31 آذار/ مارس.
في هذا الوقت، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني من شأنه ترسيخ إفلات إيران من العقاب على عدوانها في اليمن، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقال إن “الدول المعتدلة والمسؤولة في المنطقة، وخصوصا إسرائيل ودولا أخرى عديدة، ستكون الأولى التي ستعاني من عواقب هذا الاتفاق”.