أثار الانسحاب المفاجئ لعملية الشروق، المكلفة من رئاسة أركان
المؤتمر الوطني العام بحماية المرافئ والحقول النفطية، تكهنات عديدة، خاصة أنها انسحبت دون أوامر مباشرة من رئاسة الأركان العامة، بل بقرار محلي من مدينة مصراتة، كون هذه القوات تتشكل بالأساس من مصراتة.
ونقلت بعض المصادر عن قيادة العملية أن قرار الانسحاب جاء على خلفية إعادة تنظيم وترتيب القوات والآليات، وتطوير خطط جديدة بغرض الدخول إلى مدينة سرت (200 كيلومتر شرق مصراتة) وتأمينها، بعد استيلاء مجموعات مسلحة تنسب نفسها لتنظيم الدولة على بعض مرافق سرت.
لكن عسكريين على دراية بالعمليات العسكرية وسط
ليبيا نفوا تلك الرواية، إذ إن التحول في الأهداف والانتقال في الاستراتيجيات لا يحتاج إلى انسحاب من مناطق
الهلال النفطي وسط ليبيا، لما لذلك من مخاطر عسكرية وتكاليف مادية، في حين أن مهمة
عملية الشروق هي تخليص الموانئ النفطية من سيطرة قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لعملية الكرامة بقيادة قائد جيش برلمان طبرق خليفة حفتر، وليس الدخول في اشتباكات أو تأمين مدينة سرت من تنظيم الدولة، فالمهمة الأخيرة أوكلتها رئاسة أركان المؤتمر الوطني العام إلى الكتيبة 166.
وفي السياق ذاته، قال متابعون من مدينة مصراتة إن خطوة الانسحاب كانت بهدف تحييد قبيلة "المغاربة"، التي يقطن أغلب أفرادها بجوار الموانئ النفطية، إذ إن القادة العسكريين للشروق يرون أن انسحابهم سيجعل من القبيلة طرفاً ثالثاً، ويسحب البساط من تحت حفتر الذي يسعى لضمها في معركته الشاملة والواسعة في مناطق شرق ووسط وغرب ليبيا.
تكهنات عديدة برزت بعد الانسحاب المفاجئ لعملية الشروق من الهلال النفطي، في وقت لم يعد خليفة حفتر يمثل فيه خطراً على مصراتة وحدها، كما ظهر تنظيم الدولة كمعادل قادر على تغيير معادلة السلم والحرب في أية لحظة.