قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي
جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي حركة أحرار الشام وتنظيم جند الأقصى وفصائل إسلامية أخرى من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، إثر هجوم معاكس لقوات النظام على مواقع للمقاتلين الذي تمكنوا من التقدم وتوسيع مناطق سيطرتهم في الأحياء الواقعة على أطراف مدينة
إدلب.
وبحسب المرصد، فقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 14 مقاتلاً من جبهة النصرة والفصائل الإسلامية، إضافة لمقتل ستة عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات مؤكدة عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
وتمكنت جبهة النصرة ومجموعات إسلامية في المعارضة السورية المسلحة من دخول مدينة إدلب في شمال غرب
سوريا الجمعة، وسط استمرار المعارك العنيفة بينها وبين قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن المدينة باتت شبه مطوقة، وقال لوكالة فرانس برس "دخلت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وكتائب إسلامية بينها حركة أحرار الشام، مدينة إدلب"، مشيراً إلى أن مجموعات عدة من المقاتلين "تشتبك بعنف مع القوات النظامية في مناطق عدة داخل المدينة".
وذكر أن الطيران التابع لقوات النظام يقصف بعنف تجمعات المقاتلين والأماكن التي تقدموا إليها.
وبدأت مجموعة من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة التي تجمعت في ما أسمته "
جيش الفتح" هجوماً عنيفاً على مدينة إدلب الثلاثاء. وقتل في المعارك منذ بدء "غزوة إدلب"، بحسب تسمية المهاجمين، 117 مقاتلاً على الأقل، هم 45 من جهة النظام و72 من جهة المقاتلين، بحسب المرصد.
وتسيطر جبهة النصرة على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا التي لا تزال في أيدي قوات النظام.
وفي حال سقوطها، ستكون إدلب، ثاني مركز محافظة تخسره قوات النظام بعد مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح عبد الرحمن أن "النظام لم يعد لديه إلا منفذان إلى خارج المدينة، أولهما من الجهة الشمالية الشرقية والثاني من الجهة الجنوبية الغربية"، مشيراً إلى أن الجيش استقدم تعزيزات.
المعارضة تواصل التقدم والسيطرة
من الجدير بالذكر أن فصائل المعارضة السورية واصلت تقدمها في مدينة إدلب شمالي سوريا، حيث تمكنت من السيطرة على حواجز جديدة في المدينة وهي حاجز "البطل" وحاجز "المقبرة" وحاجز "الشيب" في اليوم الثالث للهجوم على المدينة ضمن "معركة تحرير إدلب".
كما تمكنت جبهة النصرة من قطع طريق "إدلب الفوعة" بشكل تام، والسيطرة على خمس نقاط حول مدينة الفوعة الموالية للنظام.
وتمكنت الوحدات التابعة للفصائل المشاركة في الهجوم على مدينة إدلب شمال سوريا التي توحدت تحت اسم جيش "الفتح"، من الاستيلاء على جامعة إدلب، وسكن للطلاب ومسجد قريب منه بالمدينة المذكورة، أمس الأربعاء، بحسب "عيسى صاقل" أحد القادة الميدانيين لجيش "الفتح". وأوضح القائد الميداني في تصريحات أدلى بها مراسل الأناضول، أن تلك الوحدات سيطرت كذلك على 12 حاجزاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام شرق إدلب، فضلاً عن عدد من الثكنات العسكرية، مشيراً إلى أنها أحرزت تقدماً كبيراً وسط المدينة، على حد قوله.