نشرت صحيفة "الهافنغتون بوست" الإلكترونية مقالاً حول نقائص آليات انتخاب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "
الفيفا" وأعضاء مكتبها، قبل إجرائها في شهر أيار/ مايو من السنة الحالية.
وذكر الكاتب أن القانون الانتخابي لـ"الفيفا" يمتع دولاً مثل "جزر الكوك" و"الأندور" و"ساو تومي" و"جزر الفيروي" وغيرها من الدول المجهرية الأخرى بوزن الصين أو ألمانيا، في المعركة الانتخابية. فالقانون يقرر أن الرئيس يفوز بحصوله على نصف أصوات الفيدراليات المعترف بها في "الفيفا"، والتي يبلغ عددها 209.
وقارن الكاتب بين المنتخب الكوكي الذي سبق وأن خسر أول مبارياته في كأس أوقيانوسيا بفارق 17 هدفاً، وبين المنتخب الألماني المصنف الأول حسب ترتيب "الفيفا"، في الوقت الذي يمتلك فيه كلاهما نفس التأثير على اختيار الرئيس.
وتساءل عن إمكانيات الرشوة داخل هذا التصويت، "فمن السهل شراء أصوات فيدراليات صغيرة وغير مؤثرة على الساحة، على عكس الفيدرالية الألمانية أو الفرنسية، ما يؤكد وجود خلل واضح في النظام الداخلي للفيفا".
وسعى الكاتب إلى مقارنة هذا النظام بأنظمة أخرى مماثلة، "ففي اللجنة الدولية الأولمبية يتم قبول المشاركات بعد دراسة للملف المقدم لضمان تحلي المرشح بالمبادئ الأولمبية"، مضيفاً أن "العيب هنا أن الدول الصغيرة تمثيلها ضعيف، وأن قبول الملفات ليس دائماً عملية شفافة".
ومن المنظمات التي قارن بها الكاتب "الفيفا"؛ منظمة الأمم المتحدة، "ففي البداية وضعت نظام مساواة شبيه بالفيفا، حيث لم تكن ترغب في إقصاء أي دولة، سواء أكانت فقيرة أم غنية، لكن من الملاحظ أنها اليوم تشمل 193 عضواً أمام 209 أعضاء بالفيفا، وتمنح لجزر الكوك صفة دولة غير عضو، فبعض الفيدراليات المختارة من الفيفا ليست وطنية مثل تاهيتي".
وأشار الكاتب إلى أن سلطة الأمم المتحدة تكمن في مجلس الأمن الذي يتكون من 15 عضواً، بينهم خمسة دائمون، مالكون لحق الفيتو الذي يمكنهم من إلغاء أي قرار للمجلس بمجرد استعماله، "ما يؤكد عدم تساوي وزن الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمملكة البريطانية، بسائر الأعضاء".
غير أنه أكد أن نظامي الأولمبياد أو الأمم المتحدة لا يمكن تطبيقهما بصفة حرفية، ولذلك اقترح الكاتب آلية جديد للانتخاب تتمثل في العمل بنظام النقاط، بمعنى أنه يحق لكل عضو التصويت مرة واحدة، لكن احتساب الأصوات يختلف حسب عدد النقاط، حيث يتحصل العضو آليا على نقطة تضاف إليها واحدة عن كل مشاركة في آخر خمس دورات لكأس العالم لكرة القدم إناثاً أو ذكوراً، وتضاف إليها نقطة عن كل انتصار في إحدى مباريات
كأس العالم. وبهذا تتحصل ألمانيا مثلاً على 2.7 بالمائة من نسبة التأثير الانتخابي.
وأوضح الكاتب أن احتساب هذه النقاط يمكّن الكونفدرالية الأوروبية من نصيب الأسد، ما لا يناقض النظام الحالي، حيث نظمت دول أوروبا مثلاً كأس العالم 13 مرة من بين 32 دولة، مشيراً إلى أن أوروبا تملك 52 بلداً عضواً بـ"الفيفا"، بنسبة 25 بالمئة من الأصوات بالصيغة القانونية الحالية.
وتابع: "هذا الإشكال من الممكن حله؛ بتخفيض عدد
الفرق الأوروبية المشاركة بكأس العالم".
وختم الكاتب مقاله بالقول إن هذه الطريقة العملية ستؤدي إلى تغيير هادئ داخل "الفيفا"، متناسب مع تغيرات كرة القدم في العالم، متفادٍ بذلك الشكوك التي يفرضها النظام الحالي.
* الكاتب: كريستوف بوشي: مدير سابق لأولمبيك مرسيليا - هافنغتون بوست
الرابط:
https://www.huffingtonpost.fr/christophe-bouchet/reforme-fifa-presidence_b_6893962.html?utm_