وصف إعلاميون
مصريون نتائج انتخابات التجديد النصفي لنقابة المصريين المصرية أنها تمثل سقوطا مدويا لذراعي عبد الفتاح السيسي في النقابة، بعد خسارتهما مقعديهما، وهما النقيب السابق
ضياء رشوان، وعضو مجلس النقابة
جمال فهمي.
وأُجريت الانتخابات الجمعة، تحت إشراف قضائي، وشملت -بجانب النقيب- نصف أعضاء مجلس النقابة الذي يبلغ 12 عضوا، وتنافس على المقاعد الستة 53 مرشحا.
وأعلنت اللجنة القضائية فوز
يحيى قلاش بمنصب النقيب بواقع 1948 صوتا، فيما حصل منافسه رشوان على 1079 صوتا، وفاز بعضوية المجلس كل من: خالد ميري وحاتم زكريا ومحمود كامل (الأخبار)، وإبراهيم أبو كيلة (الجمهورية)، وأبو السعود محمد (المصري اليوم)، ومحمد شبانة (الأهرام).
وقالت حركة "صحفيون ضد الانقلاب" إن المكسب الحقيقي في نتائج انتخابات
نقابة الصحفيين هو إسقاط أسوأ رمزين، اللذين طالما تفاخرا بعلاقتهما الوطيدة بسلطة الانقلاب العسكري، وهما ضياء رشوان، وجمال فهمي.
وأكدت الحركة -في بيان لها السبت- أن ما جري مع "رشوان" يُعد رسالة للنظام الانقلابي، ومؤشرا إيجابيا في تحول المزاج العام ضد هذه السلطة الغاشمة، وأن نقابة الصحفيين دائما ما كانت هي المؤشر الحقيقي لهذا التحول في مزاج الشارع المصري.
ووصف الكاتب الصحفي عبد الواحد عاشور، فوز قلاش بمنصب النقيب بأنه بمثابة ضربة قوية للنظام.
وقال -في تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر": "الصحفيون يوجهون ضربة قوية للنظام بخسارة مرشحه لمنصب النقيب ضياء رشوان، وفوز النقابي المستقل يحيى قلاش".
من جانبه، اعتبر الإعلامي زين العابدين توفيق، ضياء رشوان، أسوأ نقيب للصحفيين. وقال توفيق- في تدوينة له عبر حسابه على "فيسبوك": "ضياء رشوان دخل التاريخ كأسوأ نقيب للصحفيين.. بالأرقام مش بالعواطف، والمشاعر".
وتابع: "في عهده حُبس أكبر عدد من الصحفيين، وقٌتل أكبر عدد، وأُقفل أكبر عدد من الصحف، ولم يحدث في عهد أي نقيب منذ كامل زهيري، وربما أبعد من ذلك، أن تكون مصر بلا صحيفة معارضة واحدة مطبوعة".
وأضاف: "أمام النقيب الجديد مهمة مستحيلة لاستعادة شرف المهنة صاحبة الجلالة، التي كنا نتشرف بالعمل في بلاطها حتى جاء من مسح بها، وبجلالتها البلاط".
ورأى الكاتب الصحفي علي القماش أن هناك عوامل ساعدت على اكتساح قلاش، منها مشاركة التيار الإسلامي بكثافة واضحة، ومنحه أصواتهم نكاية في ضياء رشوان، وحسب قول كثير منهم إنه ومجلسه لم يقدموا أي شيء للمسجونين أو الشهداء، كما منحه الأصوات أيضا العديد من الصحف التي لديها مشكلات في لجنة القيد"، حسب القماش.
وأضاف أنه في انتظار سداد قلاش والأعضاء الجدد لفواتير الوعود الانتخابية، وأهمها: مشكلات التيار الإسلامي، والصحفيين المعتقلين، ومشكلات الصحفيين بالصحف الحزبية المتوقفة، ومشكلات البدل والقيد وغيرها، يبقى أن فوز محمد شبانة، الذى جرجر النقابة في قضية مرتضى منصور بعضوية مجلس النقابة، يعنى تكثيف مواجهة النقابة لمرتضى، أما الرسالة الجيدة فتأتى في رغبة الصحفيين في التغيير".
وعلق الكاتب الصحفي قطب العربي على النتيجة بالقول -في صفحته على فيسبوك:" فوز قلاش يعكس تململا في الوسط الصحفي من الانتهاكات الواسعة التي تتعرض لها حرية الصحافة في ظل حكم العسكر.. فرغم أن الكثير من الصحفيين والإعلاميين كانوا من الداعمين الرئيسيين لهذا الانقلاب، إلا أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يلقوا جزاء سنمار، إذ قتلت سلطة الانقلاب 11 صحفيا، وحبست أكثر من 150، لا يزال مئة منهم في السجون، وأُغلقت 27 وسيلة إعلامية من فضائيات وصحف ومواقع إخبارية".
وتساءل العربي: هل يمكننا اعتبار ما حدث انتفاضة صحفية في مواجهة سلطة إهانتهم؟ وهل لنا أن نتوقع تحركا جديا للإفراج عن الصحفيين السجناء، وإعادة القنوات والصحف المغلقة؟ مجيبا: "نأمل ذلك، ونتمنى النجاح في هذه المهمة للنقيب الجديد".
من جانبه، علق الخبير الاقتصادي، مصطفى عبد السلام، على نتائج الانتخابات بتعداد الجرائم التي وقعت للصحفيين في عهده.
وقال في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "في عهد النقيب العنصري الذي غار بلا رجعة، ومنذ 3 يوليو 2013، قتلت السلطات 11 زميلا صحفيا، وحبست أكثر من 150 صحفيا، لا يزال 100 صحفي منهم في غياهب السجون بلا محاكمة، أو يُحاكمون بتهم هزلية، منها نشر أخبار كاذبة، كما تم إغلاق 27 قناة فضائية وصحفية".
وطالب عبد السلام نقيب الصحفيين الجديد بأن تكون قضية الإفراج عن الصحفيين المسجونين في مقدمة أولوياته.
وكان قلاش وجه الشكر لحضور الجمعية العمومية بالنقابة، الذين اختاروه نقيبا لهم. وقال عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "أتوجه إليكم جميعا بخالص الشكر والتقدير على رسالتكم التي أوصلتموها مدوية للجميع، رسالتكم التي تجاوزت أشخاص المرشحين إلى المعنى الكبير، الذي عكس رغبتكم في تغيير أوضاعكم، وأوضاع المهنة".
وأضاف: "أتمنى من الله أن أكون عند حسن ظنكم، وعلى قدر المسؤولية التي أثق في قدرتكم على تحملها معي، كي نفتح كل الملفات المغلقة أو المسكوت عنها".
و"قلاش" أحد الصحفيين في المدرسة الناصرية التي جاء منها سابقه "ضياء رشوان"، وقد ولد في أيار/مايو 1954، وشارك في عضوية مجلس النقابة؛ إذ انتخب عضوا لمجلس النقابة لأربع دورات متتالية، كما شغل منصب سكرتير عام النقابة لمدة ثمان سنوات، وهى المدة الأكبر داخل هذا المنصب. كما أنه يعمل في صحيفة "الجمهورية" القومية.
كما يُعد "قلاش" أحد الداعمين لحكم العسكر، وجاء ترشحه أمام "رشوان" زميله في التيار الناصري في ظل انقسامات وصراعات على الكعكة بين أعضاء التيار ذاته، وفق مراقبين، إذ انقسم التيار الناصري علي نفسه إلي فريقين، فريق أحمد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام الذي أعلن منذ البداية دعمه ترشح قلاش في مواجهة فريق ياسر رزق الذي عمل بشكل معلن أيضا لصالح رشوان.
أما ضياء رشوان (من مواليد 1960)، فقد وُلد بمحافظة قنا. وحصل علي بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1981. وعُيّن مديرا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عام 2011، كما فاز بمنصب النقيب قبل عامين.
وخلال عهده، فتح رشوان أبواب النقابة لحركة "تمرد". وكان من أشد داعمي تظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، وأحد أشد المدافعين عن نظام السيسي، وعرف عنه انتهاكاته بحق الصحفيين والإعلاميين، حتى إنه زعم في لقاء مع السيسي أن الصحفيين المحبوسين حاليا هم على ذمة قضايا جنائية، وليس قضايا سياسية!
أما جمال فهمي، فهو كاتب صحفي، وعضو اتحاد أندية الفكر الناصري بجامعات مصر سابقا، وشغل منصب رئيس تحرير جريدة "العربي الناصري" سابقا، كما أنه أحد أشد الإعلاميين المحرضين على التيار الإسلامي عامة، والإخوان المسلمين خاصة، وله مقالات بجريدتي التحرير والدستور.