نفى مصدر في وزارة الدفاع
العراقية مسؤولية الوزارة عن توزيع كتب مسيئة للسنّة على عناصر الجيش، متهما أفرادا في ميليشيات "
الحشد الشعبي" بالقيام بهذا الأمر، على خلفية اعتقادهم بأن هذه الخطوة من شأنها تقوية معنويات المقاتلين، حسب قول المصدر.
وذكر مصدر في المكتب الإعلامي بوزارة الدفاع العراقية، لـ"عربي21"، أن بعض النقاط الأمنية المنتشرة في بغداد ومدن أخرى شهدت مؤخرا قيام عناصر من "الحشد الشعبي" بتوزيع مجموعة كتب دينية بعضها مسيء لأبناء المكون السني، في محاولة لرفع الروح المعنوية والقتالية في المعركة التي يخوضونها ضد تنظيم الدولة.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الوزارة تنفي تماما مسؤوليتها عن هذه التصرفات، وتقوم حالياً بالتحقيق مع الجنود الذين تسلّموا الكتب للوصول إلى أسماء الأشخاص الذين قاموا بتوزيعها، مشدداً على أن وزارة الدفاع لا تسمح أبداً بمثل هذه التصرفات، حسب قوله.
ورفض المصدر، في حديثه لـ"عربي21"، الكشف عن معلومات بشأن الفصيل الشيعي الذي قام بعملية التوزيع الضخمة للكتب، مكتفياً بالقول إنهم يتبعون لقوات الحشد، وأن الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع تقوم بتحريات مكثّفة من أجل الوصول إليهم.
إلى ذلك، أكد شهود عيان في بغداد أن سيارات ذات زجاج معتم ولا تحمل لوحات تسجيل، دارت على العشرات من النقاط الأمنية في جانبي العاصمة، ووزعت مئات النسخ من كتاب "الفاحشة" على العناصر الأمنية. وأشار الشهود إلى أن الجهة الوحيدة التي تستقل مثل هذه السيارات هي ميليشيات الحشد الشيعي.
وقال نعيم الصفار، وهو سائق سيارة أجرة، إنه كان شاهدا على عملية توزيع حصلت في منطقة "البياع" غرب بغداد، وأن عناصر الحشد وزّعوا مجموعة من الكتب على نقطة أمنية مؤلفة من ضابط برتبة ملازم أول وثلاثة جنود، لافتاً إلى أن مجموعة التوزيع كانت تضم شخصا رئيسيا، ومجموعة عناصر يحملون علبا كارتونية تحتوي على الكتب.
وأوضح الصفار لــ"عربي21" أن مجموعة التوزيع طافت على مجموعة نقاط أمنية في المنطقة، ووزعت بعض النسخ على المارّة بالقرب من معارض بيع السيارات في المنطقة ذاتها. وأشار إلى أن أحد أقاربه، وهو شرطي، حصل أيضاً على نسخة مع مجموعته التي تقوم بواجبها الأمني على طريق "محمد القاسم" شرق بغداد.
من جهته، أكد الشيخ نجم اللهيبي لـ"عربي21"، أن بغداد هي العاصمة العربية الوحيدة التي شهدت توزيعا علنيا لكتاب "الفاحشة" لمؤلفه الكويتي "ياسر الحبيب" والمطبوع في لندن، مضيفاً بأن التوزيع استهدف المؤسسة العسكرية التي هي من المفترض أنها بعيدة عن الانتماءات، ومحصنة ضد التوجهات
الطائفية.
وأشار اللهيبي، وهو خطيب وموظف سابق في الوقف السني، إلى أن "الهستيريا الطائفية في العراق وصلت إلى الحد الذي يتداول فيه الضباط والجنود كتبا تلعن وتسب معظم رموز أهل
السنة والجماعة، وفي مقدمتهم أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها".
من جهتها، أعلنت هيئة "أنصار المهدي" التابعة لرجل الدين الشيعي ياسر الحبيب، أنها نجحت في توزيع مئات النسخ من كتاب "الفاحشة" بين نقاط أمنية تتبع للجيش العراقي وأخرى عائدة للشرطة، مضيفة أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات توزيع أخرى للمزيد من إصدارات الحبيب.
وقالت الهيئة في بيان منشور على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "توزيع هذه الكتب يأتي منسجما مع أجواء الحرية التي يعيشها الشعب العراقي، التي يحاول أعداء الشعب سلبه إياها عبر الترويج لحرمة هذه الكتب"، بحسب البيان.
وسبق للحكومة الكويتية أن أصدرت حكما بسجن رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب بتهمة التحريض الطائفي، لينتقل بعدها إلى العاصمة البريطانية لندن التي أسس فيها قناة "فدك" الفضائية التي تبث مواد طائفية، فضلاً عن قيامه بنشر مؤلفاته هناك، وجميعها تشتم وتحض على مهاجمة رموز ومقدسات أهل السنة.