احتفت النخب الإسرائيلية بقرار القضاء
المصري اعتبار حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" تنظيمًا "إرهابيًا"، مشيرين إلى أنه يمثل "إعلان حرب" على الحركة.
ورجح معلقون وباحثون في تل أبيب أن يكون القرار مقدمة لقيام نظام عبد الفتاح السيسي بمهاجمة القطاع.
وفي مقال نشره صباح اليوم موقع "واللا" الإخباري، توقع المعلق آفي سيخاروف أن يكون قرار محكمة الشؤون المستعجلة في القاهرة مجرد ذريعة لتبرير السيسي مهاجمة
غزة.
وشدد سيخاروف على أن قرار اعتبار حماس تنظيمًا "إرهابيًا" يجعل من المشروع مسًا ليس فقط بذراعها العسكرية، بل بكل مركبات الحركة السياسية والتنظيمية، متوقعًا في الوقت الحالي أن تقطع مصر، وضمن ذلك أجهزتها الاستخبارية، اتصالاتها مع حركة حماس.
وامتدح سيخاروف السيسي قائلاً إنه أثبت "أنه الزعيم الوحيد في المنطقة الذي تتوافق أقواله وأفعاله عندما يتعلق الأمر بالحرب على الإسلام الراديكالي، سيما جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس".
وشدد سيخاروف على أن التصعيد ضد "حماس" يتزامن مع الحرب التي يشنها السيسي ضد الجماعات الجهادية في سيناء والتي قد تستغرق ثلاثة أعوام.
وأثنى سيخاروف على السيسي لأنه يتعامل مع "حماس" بخلاف ما تتعامل معها أوروبا، التي قررت مؤخرًا شطب اسمها من قائمة التنظيمات الإرهابية.
وكشف سيخاروف أن السيسي انتقد "المرونة" التي تعاطت بها إسرائيل مع حركة حماس وغزة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ويأخذ على القيادة الإسرائيلية عدم مراعاتها مصالح رئيس السلطة محمود عباس.
ويذكر أن إسرائيل قتلت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة 2260 فلسطينيًا وجرجت أكثر من عشرة آلاف، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف من
الفلسطينيين من بيوتهم، ناهيك عن تعمدها المس بالبنى التحتية والمرافق الاقتصادية المهمة في القطاع.
وسخر سيخاروف من تصريحات القيادي في حركة حماس مشير المصري الذي عدّ قرار المحكمة المصرية دليلاً على "انضمام أصحاب القرار لصف أعداء الأمة".
وأضاف: "على ما يبدو أن المصري ورفاقه في قيادة الحركة لم يدركوا بعد أنه في كل ما يتعلق بالسيسي وجنرالاته، فإن العدو الحقيقي هو حماس وليس إسرائيل، التي ينظر إليها كشريك في الحرب على الإرهاب".
وقلل سيخاروف من تأثير المظاهرات التي نظمتها حركة حماس بالأمس احتجاجًا على القرار المصري، قائلاً إن "السيسي الذي لا يبدي حساسية تجاه المظاهرات الصاخبة في شوارع القاهرة لن يبدي حساسية للمظاهرات التي تنظم داخل قطاع غزة".
ونوه سيخاروف إلى أن السيسي يريد أن يدفّع حركة حماس وأهالي غزة ثمنًا باهظًا، جراء استمرار مواصلة الحركة حكمها للقطاع.
من ناحيته، لم يستبعد الباحث يوني بن مناحيم أن يقدم السيسي على شن عدوان على قطاع غزة.
وفي ورقة نشرها "مركز يروشلايم لدراسات المجتمع والدولة"، الذي يرأسه دوري غولد، كبير المستشارين السياسيين لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أشار بن مناحيم إلى أن السيسي يمكن أن يوظف الأحداث الأمنية في سيناء من أجل تبرير قراره بشن حملة عسكرية على القطاع.
وفي السياق ذاته، قارنت الإذاعة العبرية السبت، بين قرار مصر اعتبار حماس تنظيمًا إرهابيًا وقرار أوروبا تبرئتها من "الإرهاب".
وقال معلق الشؤون السياسية في الإذاعة تشيكو منشه ساخرًا: "من يحتاج إلى أوروبا في وجود السيسي؟".
وفي سياق متصل، كشف موقع "يسرائيل بلاس" أن السيناتورين الجمهوريين دين هلر وتوم كروز، وهما أكبر المناصرين لنظام السيسي في الكونغرس قدما مشروع قانون يجبر أوباما على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.