أكد تقرير إخباري بثته "
فوكس نيوز"، السبت، أن مقطع الفيديو الذي نشره
تنظيم الدولة لقتل 21 قبطيًا مصريًا في
ليبيا ما هو إلا فيديو مزوّر تم التلاعب به، وفقا لخبراء.
وحاول التقرير إثبات التلاعب في الفيديو من خلال العديد من الثغرات التي تدل على حدوث عمليات مونتاج في التصوير.
ووفقا للخبراء، فإن بعض اللقطات تم تصويرها باستخدام "خلفية خضراء"، حيث تم إضافة خلفية شاطئ البحر أثناء عملية المونتاج، وذلك لإخفاء المكان الحقيقي لارتكاب هذه الجريمة.
وقال مدير التحرير في اتحاد البحث والتحليل الإرهابي في ولاية فلوريدا الأمريكية، فيريان خان: " إن عملية تلاعب تنظيم الدولة الإسلامية في الفيديوهات ذات الإنتاج المحترف أصبحت أمرا شائعا".
وأكد خان أن عملية القتل على الأرجح تمت داخل ستوديو، وتم تركيب الخلفية لاحقا، وهي شاطئ البحر على خليج سرت، وأثبت ما ذهب إليه من خلال اللقطة التي تصور الشخص الذي تحدث في الفيديو، الذي يدعى جهاد يوسف، حيث ظهر أنه أكبر من البحر في الخلفية في كل من اللقطتين القريبة والبعيدة، كما أن رأسه كانت غير متناسقا مع المشهد.
والخطأ الآخر الذي وقع فيه منتجو الفيديو هو الطول المبالغ فيه لمسلحي التنظيم بالنسبة للأقباط الذين ظهروا كأقزام بالنسبة لهم. التسجيل المصور ظهر فيه مسلحو داعش بطول حوالي سبعة أقدام وبزيادة مقدارها قدمان عن الضحايا.
من جانبها، أكدت مخرجة أفلام الرعب في هوليوود، ماري لامبرت، صحة استنتاجات خان، وعلقت على الفيديو الذي نشره تنظيم الدولة بالقول إن المشهد المميز في الفيديو كان الطول الكبير لمسلحي داعش، مقارنة بالضحايا المصريين، وأضافت أن الخلفية في المشهد تم إضافتها في عملية المونتاج.
وتابعت لامبرت أن من بين الأخطاء الأخرى في الفيديو صوت أمواج البحر، وهو مقطع صوتي معروف، فضلا عن مشهد انتشار الدماء في مياه البحر، هي في الغالب لقطات مزيفة.
وأكدت أن تحويل مياه البحر إلى اللون الأحمر هي أرخص وأسهل وسيلة ضمن وسائل المونتاج، ويمكن تنفيذها عبر تطبيقات الهواتف الذكية.
وشددت على أن الطريقة المتبعة في الفيديو تعدّ مستحيلة على أرض الواقع، لكنها تتم من خلال أدوات "FX" الموجودة في برامج المونتاج.
وبالنسبة للثغرات والأخطاء الأخرى في الفيديو، أشار الخبير خان إلى أن خروج الدماء من عنق الضحية الأخيرة يفتقد لطبيعة الكيفية، حيث من المفترض انطلاق الدماء منها عند الذبح.
ونوه إلى أنه تم استخدام دماء غير حقيقية مخلوطة بالنشا لإظهار هذا المشهد، مؤكدا أن دم الإنسان عندما يتعرض للأوكسجين فإنه يتحول للون قاتم، وهذا لم يحدث بعد قطع الرؤوس، واستنتج أن ذبح هؤلاء لم يتم في اللحظة ذاتها التي ظهرت في المشهد.
أما لامبرت، فترى أن اللقطة الافتتاحية في مشهد الذبح لقطة مزيفة، مؤكدة أن عدد المسلحين هو ستة رجال على الشاطئ، واستخدم منتجو الفيديو بعض التعديلات عليه في تكرار الأشخاص وتبديل الترتيب خلال عملية السير والركوع.
أما اللقطة العامة للضحايا لحظة وصولهم للشاطئ وركوعهم على ركبهم، فإنها تبدو حقيقية لـ"لامبرت"، ومن وجهة نظرها فقد تم تحسينها فقط.
أما خان، فيرى أن أكبر خطأ وقع في الفيديو تمثل في شاطئ البحر، قائلا: "المفترض أن شاطئ البحر هو جزء من البحر، وهو ما يؤكده المد والجزر والصخور وحركة الأمواج. وأضاف: عند النظر إلى آثار الأقدام الموجودة على الرمال بزاوية 90 درجة، نجد أنها لا يمكن أن تمثل آثار أقدام الرهائن أو المسلحين.
ونوه إلى أنه لو كان مكان السير هو شاطئ البحر، فإن الرمال ستكون ناعمة جدا، وهو يترك آثارا أكثر عمقا للأقدام من تلك التي ظهرت في الفيديو".
وختم خان بالقول إن تنظيم الدولة يمتلك مقدرة كبيرة على إنتاج فيديوهات احترافية لعمليات القتل، مستدركا بأن الفيديو الخاص بقتل المصريين في ليبيا كان أقل موهبة واحترافية من الفيديوهات السابقة، وفقا لتقرير فوكس نيوز.
لمطالعة التقرير الأصلي:
هنا