قال وزير الخارجية الأردنية ناصر
جودة، الجمعة، إن "الدول العربية والإسلامية لن تستطيع هزيمة داعش، دون مساعدة الحلفاء والشركاء الدوليين".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون
كيري، وقال جودة: "هذه الحرب حربنا، هذه حرب يجب أن يأخذ فيها المسلمون والعرب موقفاً، لكن من دون دعم أصدقائنا الدوليين، حلفائنا في التحالف الدولي لمحاربة داعش، لا نستطيع فعل هذا ولا نستطيع القضاء عل هذا الشر".
وأشار إلى أن هناك "90 جنسية تحارب إلى جانب هؤلاء الإرهابيين المرضى ذوي التفكير المنحرف، ولدينا أكثر من 65 دولة هي جزء من تحالف.. كلنا مهددون من قبل هؤلاء الناس؛ كل بلداننا وكل مواطنينا وأعتقد أن المطلوب منا هو جهد جماعي مشترك لإلحاق الهزيمة بهم، ونحن سننتصر".
وأكد جودة على أن ما يجمع بلاده مع الولايات المتحدة هو "أكثر من شراكة"، مضيفاً: "أنها صداقة حقيقية مع مصالح مشتركة، وتحديات مشتركة، وتاريخ مشترك، والتزام مشترك، لمواجهة التحديات التي نواجهها معاً ليس في منطقتنا فحسب، ولكن في جميع أنحاء العالم".
وتابع قائلاً: "داعش لا ينتمي إلى حضارتنا أو العالم الذي نعرفه اليوم، وهم بكل تأكيد لا ينتمون لأي دين أو ثقافة برغم أنهم يحاولون تشويه صورة ديننا العظيم ورسالته النبيلة".
وبين أن بلاده تعاملت مع تحدٍ يتمثل في زيادة تبلغ 21% من تعداد سكانها في ظرف 18 شهراً، في إشارة للاجئين السوريين بالأردن، مؤكداً أنه لا يستطيع أي بلدٍ مهما بلغت قوته السياسية والاقتصادية، أن يتعامل مع شيء من هذا القبيل وفق ما قال.
وأكد جودة أنه برغم المساعدات الدولية التي تستلمها المملكة، إلا أنها لا تفي بالاحتياجات اللازمة كلها للتغلب على الأزمة الاقتصادية، التي يمر بها الأردن جراء استقباله أكثر من مليون لاجئ سوري على حد تعبيره.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الأردن "يتعرض أكثر من أي بلد آخر لعواقب الاضطرابات في الشرق الأوسط، فهم لديهم مليون بل وربما أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ في بلدهم من اللاجئين السوريين، وهذا يؤثر على اقتصادهم ويطرح تحديات داخلية ضخمة أمامهم، لذا فإننا لا نستطيع أن نحظي ببلدٍ أكثر استعداداً للتصدي (لداعش) وتنفيذ المهمة بشكل أفضل من شريكنا في المملكة الأردنية".
لقاء كيري وجودة جاء في إطار زيارة الأخير إلى العاصمة
واشنطن كممثل لبلاده في مؤتمر البيت الأبيض لـ"مكافحة العنف المتطرف"، الذي استمر عل مدى 3 أيام ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي، وانتهى الخميس، ومن غير المعلن موعد انتهاء زيارته.
وكان العاهل الأردني توعد
تنظيم الدولة بـ"حرب لا هوادة فيها" بعد يوم من إعلان التنظيم إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقاً، مطلع الشهر الجاري.
وفي حزيران / يونيو الماضي سيطر تنظيم الدولة على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال وشرق سوريا، تحت لواء "دولة الخلافة" التي أعلن عن قيامها في الشهر نفسه.
فيما تخوض قوات البيشمركة الكردية إلى جانب القوات العراقية وميليشيات وعشائر موالية لها، معارك ضد تنظيم الدولة مدعومة جواً من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، بغية وقف تمدد التنظيم واستعادة المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية.