نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمايكل إيفانز وكاثرين فيليب، حول تعليق الولايات المتحدة لبرنامج تدريب
الجيش اليمني لمحاربة
القاعدة، بعد أن قامت قوات الحوثي التي تدعمها إيران بالاستيلاء على السلطة، ولكن هجمات الطائرات دون طيار ستستمر، بحسب مصادر وزارة الدفاع الأمريكية.
وتقول "التايمز" إن فرع القاعدة في اليمن يعد من أخطر الفروع في العالم، وقد أعلن مسؤوليته عن هجوم "شارلي إيبدو" في باريس، ومجموعة من خطط لهجمات في الغرب.
ويشير التقرير إلى أن استقالة هادي الأسبوع الماضي جعلت واشنطن تشك في وجود شريك ضد الإرهاب على الأرض في اليمن، حيث إن الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، صرح لـ "التايمز" بأنه "لم يتغير شيء بالنسبة لتركيزنا على الشبكات الإرهابية مثل القاعدة في الجزيرة العربية، وسننتصر وحدنا إن اضطررنا إلى ذلك".
ويؤكد الأدميرال كيربي أنه تم تعليق برنامج تدريب القوات اليمنية، واعترف بأنه قد يكون من الضروري إجراء تغييرات أخرى للعمليات، بحسب التقرير.
ويبين الكاتبان أنه عندما تحدث أوباما في نيودلهي، نفى أن يكون البرنامج في اليمن، الذي يصنفه على أنه مثال يحتذى به في التعاون، قد توقف، وقال: "ملاحقة الأهداف الثمينة في اليمن ستستمر لإبقاء الضعط الذي نحتاجه للحفاظ على أمن الأمريكيين.. ما استطنعا إبرازه هو أنه بإمكاننا إبقاء الضغط على الشبكات الإرهابية تلك، حتى في هذه البيئات الصعبة".
ويلفت التقرير إلى أنه بينما تطير الطائرات دون طيار فوق اليمن من قواعد في الخليج، إلا أنها لم توجه أي ضربات للمتطرفين منذ بدايات الشهر الماضي.
وتنوه الصحيفة إلى أن البنتاغون، الذي يقوم بمعظم العمليات ضد الإرهاب في اليمن، وعد بأن تستمر العمليات، ودون مساعدة يمنية إن اقتضى الأمر. مشيرة إلى أن معظم المؤسسات الأمنية اليمنية، التي قدمت معلومات للطائرات دون طيار، أصبحت الآن محتلة من الحوثيين.
ويذكر الكاتبان أن الحوثيين أعداء للقاعدة، ولكنهم يرفضون التدخل الأمريكي. وأعلن أهل جنوب اليمن أنهم لن يقبلوا أي أوامر من صنعاء، ما أثار مخاوف من عودة انقسام اليمن. وأشار الأدميرال كيربي إلى أنه "تم تعليق بعض التدريب لنرى كيف تنتهي الأمور".
ويفيد التقرير بأن القاعدة قد كسبت في شبه الجزيرة العربية مناطق كبيرة في جنوب اليمن، وتسعى لتقديم نفسها بين السنة في اليمن على أنها المخلص الوحيد لهم من سيطرة الحوثيين.
وقال مصدر أمني أمريكي لصحيفة "التايمز" إن هناك قلقا من أن تستغل القاعدة في شبه الجزيرة الأزمة السياسية لمصالحها الخاصة بها، مضيفا أن "هناك خوفا دائما من أن تستفيد مجموعات إرهابية من الحكومات الضعيفة، وتحاول الاستفادة من عدم الاستقرار السياسي، وهذا لا يعني أنها دائما تنجح في ذلك. ويبقى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يشكل خطرا كبيرا".
ويفيد التقرير بأن البنتاغون قد استثمر كثيرا خلال العامين الماضيين في حربه ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقام المقاولون بتوسيع قاعدة "ليمونير" في جيبوتي، ومنها تقوم قيادة العمليات المشتركة بإطلاق غارات الطائرات دون طيار ضد القاعدة، وتطلق عمليات القوات الخاصة، بالاشتراك مع نظيرتها في الجيش اليمني ضد القاعدة.
وتؤكد "التايمز" أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف مجند ومقاول موجودون في قاعدة "ليمونير"، وحوالي 300 تابعون لقيادة العمليات الخاصة المشتركة، وهي المؤسسة التي تجمع القوات الخاصة من القوات المختلفة، مثل قوات البحرية الخاصة "نايفي سيلز"، التي تولت الهجوم على بيت أسامة بن لادن في باكستان عام 2011.
وتضيف أن وكالة الاستخبارات المركزية تقوم بعمليات طائرات دون طيار في اليمن، ولكن لها قاعدتها الخاصة في الصحراء السعودية، قريبا من الحدود اليمنية الشمالية.
ويكشف التقرير عن أن عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وديانا فينستين، طالبا أوباما يوم الأحد، بأن يرسل قوات مشاة وقوات خاصة إلى اليمن.
وتورد الصحيفة أن أكثر شخصين مطلوبين لأمريكا في اليمن هما قائد القاعدة في الجزيرة العربية ناصر الوحيشي، وهو نائب القائد عالميا، وعمل سكرتيرا خاصا وحارسا شخصيا لابن لادن، وأعيد من إيران إلى اليمن سجينا عام 2003، ولكنه هرب من السجن عام 2006 في هروب جماعي.
وتشير "التايمز" إلى أن الثاني هو إبراهيم العسيري، وهو كيميائي سعودي شاب، يقال إنه صنع القنابل التي استخدمتها القاعدة في الجزيرة العربية كلها، في السنوات الست الماضية، ويقال إنه لا يصنع القنبلة ذاتها مرتين، بل يتفنن في صناعة قنابله، ويخشى أن يعلم أساليبه للمقاتلين في سوريا.