أدهش السيناتور الأمريكي،
ديك بلاك، الجميع حينما بعث رسالة إلى رئيس النظام السوري، بشار
الأسد، حيث أعرب فيها عن شكره للجيش النظامي، بسبب ما أطلق عليها "بطولات سطّرها الجيش في القلمون، إلى جانب إنقاذه المسيحيين الذين ارتهنهم الإرهابيون هناك"، على حد قوله.
وأثارت هذه الرسالة دهشة الجميع، لدرجة أن البعض شكك في صحتها، لكونها منسوبة إلى سيناتور جمهوري. وفق وكالة أنباء "فارس" الإيرانية التي قالت إنها أجرت حواراً خاصاً مع بلاك.
وفي الحوار الذي بثته الوكالة المقربة من الحرس الثوري الجمعة، قال بلاك إن من صنع الإرهاب أمريكا ودول
الغرب، إلى جانب أن المسلحين يتلقون التدريبات العسكرية في معسكرات الأردن والسعودية وقطر وتركيا، بعد أن يلقّنون بالفكر السلفي التكفيري، من علماء السعودية، التي تقدم لهم فضلاً عن ذلك دعماً مالياً لا محدوداً.
ومن المثير للسخرية، بحسب السيناتور الأمريكي، أن "الغربيين عندما أحسوا بخطر الإرهاب الذي يحرق الحرث والنسل ولا يعير للإنسانية ولا للدين أي قيمة، زعموا أنهم يحاربونه، لذلك يمكن القول إن العاهر التي أنجبت إرهابيي
داعش تزعم اليوم أنها بريئة منهم".
وقال بلاك، حسب المقابلة التي لم تذكر الوكالة أين وكيف تمت، إن الكثيرين من الشعب الأمريكي يجهلون حقاً بأن حكومتهم تدعم الإرهابيين الذين نفّذوا اعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
وانتقد بلاك السياسة الأمريكية ووصفها بالخاطئة، ولا نفع منها، "فالقاعدة شنت هجوماً على بلدنا في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2001، وقتلت 3 آلاف أمريكي، وهذا الأمر كان محرجاً للغاية، لأن السعودية كانت ضالعة بشكل أساسي في هذه المجزرة، وعلى هذا الأساس منذ تلك اللحظة بدأت سياسة التعامل مع الإرهاب تسير في طريق منحرف لا ثمرة منه".
وأضاف معلّقاً على "المخاطر الإرهابية"، أنها "أشد مما كانت عليه سابقاً، وتفوق في يومنا هذا ما كان يقوم به أسامة بن لادن، لأن المتطرفين يشنون هجمات إرهابية في مختلف البلاد الغربية".
ووفقاً لبلاك، اعترف جو بايدن لأول مرة في هذا العام "بأن شركاء واشنطن هم الذي أسسوا حركة داعش الإرهابية، من قبيل تركيا والسعودية، حيث أنفقوا ملايين الدولارات، وقدّموا مئات الآلاف من أطنان الأسلحة الفتاكة لكل من يحارب الرئيس الشرعي في
سوريا بشار الأسد"، على حد وصفه.
وتابع: "للأسف فبالرغم من إزالة النقاب عن الوجه الحقيقي للزمر التي تحارب الحكومة الشرعية في سوريا، وأنهم تكفيريون قتلة، لكن واشنطن وحلفاءها ما زالوا يقدمون الدعم لهم، الأمر الذي أدى إلى انتشار ظاهرة الإرهاب في شتى أرجاء العالم".
وأكد بلاك أن هذه البلدان سوف تكون يوماً ضحية للإرهاب الذي وضعت دعائمه، وأن نار التكفير سوف تجتاحها، وسوف يصل الدواعش ويجولون في أراضيها، ويزعزعون أمنها، ما دام الفكر الوهابي التكفيري قائماً في السعودية الصديقة الحميمة للولايات المتحدة.
وأضاف أن بعض البلدان ما زالت تتبجح وتدعم الدواعش ماليا وعسكريا وفكريا، وكلها من البلدان الموالية لواشنطن ولاء تاما، كالسعودية والكويت وقطر وتركيا، بغية استهداف العلويين والشيعة والمسيحيين، حيث أن علماء الوهابية يصرّون غاية الإصرار على قتل كل من لا يتبنى فكرهم البغيض، وسكاكينهم تطال حتى رؤوس الأطفال الرضع.
وهنأ بلاك الأسد بـ"الانتصارات الباهرة" التي تحققت في يبرود، وشكره على وقوفه بوجه "الإرهاب" منذ بداية الأزمة.
الهجوم على ليبيا
يعتقد بلاك أن الهجوم على ليبيا كان مقدمة للإطاحة بالحكومة السورية، وقال: "عندما كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية أقرت مشروعاً لإسقاط الحكومة السورية، ولكن تنفيذه كان في المرحلة الثانية بعد القضاء على حكومة القذافي في ليبيا، والسيطرة على ترسانته التسليحية المتطورة، لكي يتم توفير الأسلحة اللازمة لتجهيز المعارضين للحكومة السورية".
وأوضح أنه "في عام 2011 م شنت القوات الجوية الأمريكية والفرنسية والبريطانية هجمات مدمرة على ليبيا، ودمروا بناها التحتية، وقبل أن تسقط حكومة القذافي، فإن تركيا كانت قد سيطرت على القاعدة الجوية الليبية، وبدأت بنقل المعدات العسكرية إلى أراضيها استعداداً لتوزيعها على المجاميع الإرهابية في سوريا"، على حد زعمه.
وأشار إلى وجود العديد من المتآمرين ضد الحكومة الشرعية في سوريا، بهدف تفتيت وحدة الشعب السوري، وتدمير البنى التحتية في هذا البلد.
وقال إنه "في بادئ الأمر قاموا بتحريك الزمر الإرهابية، وبعض العملاء، للقيام بأعمال شغب وتفجيرات، ومن بينهم الإخوان المسلمين، الذين كان لهم دور بارز على هذا الصعيد، لذلك أججوا صراعات طائفية تشبه إلى حد كبير ما فعله النازيون في ألمانيا من قتل وتنكيل باليهود والمسيح، فاستهدفوا العلويين المسالمين، وكل ذلك بدعم لا محدود من الولايات المتحدة"، على حد قوله.
واستشهد بإعلان السفير الأمريكي، روبرت فورد، "بدعم هذه الحركات المتطرفة مهما كانت توجهاتها، بغية الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد، لذلك تم تأسيس حركة فاسدة أطلق عليها اسم الجيش الحر، الذي يقوده بعض الشاذين، لأنهم إما متطرفون أو عملاء للأجانب، أو منشقون من الجيش، ومتخاذلون، فرّوا من الخدمة العسكرية، بعد سماعهم بأن القوى المعادية لسوريا سوف تشن هجوماً على بلدهم، وهذا الأمر بالطبع يدلّ على فساد هذا الجيش المزعوم من الأساس"، وفق ما نقلته وكالة "فارس" على لسان السيناتور.
ونوّه السيناتور الأمريكي إلى أن وفود ما يزيد على 15 ألف مسلح من 80 بلداً على سوريا، "للتنكيل بالشعب السوري لم يحقق مطامح أعداء سوريا، لذلك صمد الشعب السوري بوجههم بغاية البطولة، وأثبت وفاءه لحكومته"، على حد قوله.