خرج آلاف الموريتانيين من مختلف مساجد العاصمة نواكشوط بعد صلاة الجمعة في مسيرات ومظاهرات، توجهت أغلبها إلى بوابة القصر الرئاسي وترأسها الرئيس
محمد ولد عبد العزيز بنفسه.
وقد هتف المتظاهرون ضد الصحف الأوروبية التي نشرت رسوماً تسيء للنبي محمد (عليه السلام)، فيما طالب مفتي البلاد الإمام أحمد ولد مرابط ولد حبيب الرحمن باستدعاء سفراء الدول التي نشرت فيها الرسوم للاحتجاج على الموضوع.
وقد ألقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كلمة أمام إحدى المظاهرات، ندد فيها بالرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مضيفاً أنه لن يشارك في أي مسيرة تسيء للإسلام، في إشارة منه لقرار رفضه المشاركة في مسيرة باريس التي نظمت بعيد الهجمات التي استهدفت مقر صحيفة تشارلي إيبدو في باريس.
وأضاف ولد عبد العزيز مخاطباً الجماهير: "لن أشارك أبداً سواء كنت في السلطة أو خارجها في أي مسيرة، مهما كان يفهم منها أنها قد تسيء للإسلام أو المسلمين".
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد رفض المشاركة في مسيرة باريس، وأصدر أوامر لحكومته وللسفارة الموريتانية في باريس بمقاطعتها.
وقال المتظاهر محمد ولد الديه بنبرة غاضبة، إن الشعوب الإسلامية لن تسكت هذه المرة ولن يهدأ الشارع قبل أن يتوقف الإعلام الغربي عن استهداف الإسلام والمسلمين.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" إن مسيرة اليوم هي الأكبر منذ سنوات بنواكشوط، والشارع الموريتاني غاضب جداً.
واعتبر ولد الديه، أن مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مسيرات اليوم، جاءت لامتصاص غضب الشارع المطالب بطرد السفير الفرنسي من نواكشوط، والرد بشكل عملي على هذه الرسوم.
المسيرة المنظمة من طرف "منتدى الأئمة والعلماء لنصرة نبي الأمة"، رفعت شعارات "فداك يا رسول الله"، "إلا رسول الله"، كما اعتبر المشاركون فيها أن الغرب تجاوز الخطوط الحمراء جميعها، عندما حاول المساس من جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اشتباكات في محيط السفارة الفرنسية
واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن وبعض المتظاهرين في محيط مبنى السفارة الفرنسية بنواكشوط، وذلك بعد ما وجه بعض المتظاهرين دعوات عبر مكبرات الصوت بضرورة اقتحام مباني السفارة.
وقال عنصر من الشرطة تحدث لـ"عربي21" إنه تم اعتقال متظاهرين، قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقاً، مضيفاً أن الوضع تحت السيطرة، بعد الدفع بقوات جديدة.
محاصرة الخطوط الفرنسية
كما حاصر مئات المتظاهرين مبنى الخطوط الجوية الفرنسية في نواكشوط، وهم يرددون شعارات تطالب بطردها من نواكشوط ومقاطعتها بشكل كامل.
ووصلت تعزيزات من الشرطة للمساهمة في حماية المصالح الفرنسية بنواكشوط، بعد رفع متظاهرين شعارات تطالب باستهداف كل ماله علاقة بفرنسا.
وقال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه في حديث لـ"عربي21"، إن قوات الشرطة الموريتانية في حالة تأهب حقيقة، مضيفاً أن إدارة الأمن استدعت عناصرها جميعهم ووضعتهم في حالة تأهل؛ تحسباً للمزيد من المظاهرات والاحتجاجات المتوقعة.